للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع من أبيه، وأبي عبد الله بن سعيد، وأبي الوليد ابن الدباغ.

وحج سنة تسع وثلاثين فسمع من السلفي.

أخذ عنه أبو عمر بن عياد، وابناه محمد وأحمد، وأبو الربيع بن سالم الكلاعي، وأبو بكر بن محرز، وغيرهم.

قال الأبار: وكان في غاية الصلاح والورع، وله حظ من علم التعبير. عاش تسعًا وستين سنة.

٣١٩ - محمد بن علي بن شهراشوب بن أبي نصر، أبو جعفر السروري، المازندراني، رشيد الدين الشيعي، أحد شيوخ الشيعة، لا بارك الله فيهم.

قال ابن أبي طيئ في تاريخه: نشأ في العلم والدراسة وحفظ القرآن وله ثمان سنين. واشتغل بالحديث، ولقي الرجال، ثم تفقه وبلغ النهاية في فقه أهل البيت، ونبغ في علم الأصول حتى صار رجله. ثم تقدم في علم القرآن؛ القراءات، والغريب، والتفسير، والنحو، وركب المنبر للوعظ. ونفقت سوقه عند الخاصة والعامة. وكان مقبول الصورة، مستعذب الألفاظ، مليح الغوص على المعاني.

حدثني قال: صار لي سوقٌ بمازندران حتى خافني صاحبها، فأنفذ يأمرني بالخروج عن بلاده، فصرت إلى بغداد في أيام المقتفي، ووعظت، فعظمت منزلتي واستدعيت، وخلع علي، وناظرت، واستظهرت على خصومي، فلقبت برشيد الدين، وكنت أُلقب بعز الدين. ثم خرجت إلى الموصل، ثم أتيت حلب.

قال: وكان نزوله على والدي فأكرمه، وزوجه ببنت أخته، فربيت في حجره، وغذاني من علمه، وبصرني في ديني.

وكان إمام عصره، وواحد دهره. وكان الغالب عليه علم القرآن والحديث، كشف وشرح، وميز الرجال، وحقق طريق طالبي الإسناد، وأبان مراسيل الأحاديث من الآحاد، وأوضح المفترق من المتفق، والمؤتلف من المختلف، والسابق من اللاحق، والفصل من الوصل، وفرق بين رجال الخاصة ورجال العامة.

قلت: يعني بالخاصة الشيعة، وبالعامة السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>