للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهر، وذلك أكثر تعقيدًا في التراجم، حيث نجد من الطبيعي أنْ يذكرَ الناقلُ اسمَ المترجم ونسبه وكنيته ولقبه قبل أن يُصرِّحَ بالنقلِ عن الآخرين، ومن غير المعقول أن يبدأ بذكر اسم الشخص بلفظ نَقْلٍ نحو "قال" أو "ذكر" لما لذلك من ركَّةٍ تأليفية. ومع ذلك فإن ذكر أجزاء أَخرى من الترجمة مثل الشيوخ وتاريخ الميلاد أو نحوهما من غير تصريح بالنقل لا يُفَسَّرُ إلا بافتراضِ الناقلِ معرفةً عند القارئ وفهمًا لما قام به. أما القول بأن هذه الأقسام غير المصرح بها هي من معلومات المؤلف العامة الشائعة، أو أنها من إضافات المؤلفين أنفسهم (١)، فهو أمر يحتاج إلى إعادة نظر بلا ريب. ومن هنا يدرك القارئ أهمية إحالاتنا في الحواشي على المصدر الرئيس الذي اقتبس منه المؤلف جل الترجمة وصعوبة هذا المنهج الذي اتبعناه ودقته.

[٤ - دلالات النقل عند عدم التصريح به]

أما في حالة عدم وجود الألفاظ الدالة على النقل فيخيل للمرء لأول وهلة أن الذهبي لا يذكر موارده. وقد تبين لنا بعد المقارنات الدقيقة الكثيرة أن الذهبي يستعمل ألفاظًا معينة في أثناء الترجمة لتدل على النقل من غير تصريح به تأتي في آخرها عادة. ومن هذه الألفاظ "روى عنه" (٢) فلان، و"وثّقه" (٣) فلان، و"كتب عنه" (٤) فلان، و"حكى عنه" (٥) فلان، و"وأجاز لفلان" (٦)،


(١) راجع رسالة الزميل الدكتور أكرم العمري: "موارد الخطيب" حيث عقد المبحث الثالث من الفصل الثالث "طبيعة المادة التي أضافها الخطيب ولم يسندها إلى شيوخه" ص ١٠٥ فما بعد.
(٢) انظر مثلًا: الورقة ٧، ٨، ٩، ٢٠، ٢٥، ٥٨، ٦٠، ٦٢، ٧٤، ٧٥، ٧٧، ٧٨، ١١٤، ١١٩، ١٢٢، ١٢٧، ١٣٠، ١٣٣، ١٣٧ (أيا صوفيا ٣٠١١)، والورقة ١٢٠، ١٢٥، ١٦٧ (أيا صوفيا ٣٠٠٨) وغيرها كثير.
(٣) مثلًا: ٧/ ٢٧ و ٥٠ و ٧٠ .... الخ.
(٤) انظر مثلًا: ٧/ ٥٣٦ و ٥٥٠.
(٥) مثلًا: الورقة ١٣٣، ١٤٢ (أيا صوفيا ٣٠٠٨).
(٦) انظر مثلا: الورقة ١٣، ٢٠، ٣٠، ٣٤، ٤٣، ٤٦، ٤٧، ٧٢، ٨١ … إلخ (أيا صوفيا ٣٠١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>