انقطع في آخر عمره بالرباط المجاور للجامع العتيق وجمع مجاميع في التصوف بعبارةٍ حسنةٍ، وله شعر.
قلت: في تصوفه انحرافٌ.
وقد أخذ عنه ابن مسدي الحافظ، فقال: غلب عليه الكلام في معنى الباطن، حتى ظهر عليه من ذلك كل باطنٍ، وربما تصدر عنه نفثاتٌ أولى بها أن تكون سكتاتٍ.
١٥٥ - أحمد بن محمد بن أحمد بن حرب، أبو العباس قاضي المحول البغدادي المقرئ.
ذكره ابن النجار، فقال: ذكر أنه قرأ في عمره أربعاً وعشرين ألف ختمةٍ. ذكر لي عبد الصمد بن أبي الجيش المقرئ أنه قرأ عليه القرآن وأثنى عليه خيراً. وقال: قرأ على عبد الوهاب بن شماتة، عن عبد الوهاب الصابوني.
توفي في رمضان عن خمسٍ وسبعين سنة.
١٥٦ - أحمد بن محمد بن أحمد اللخمي، الفقيه المحدث الرئيس أبو العباس ابن الخطيب أبي عبد الله اللخمي السبتي المعروف بالعزفي.
سمع الكثير من أبي محمد بن عبيد الله الحجري. وأجاز له ابن بشكوال، وطائفةٌ. وله تواليف حسنةٌ. وكان ذا فضلٍ، وصلاحٍ، وجلالةٍ، وإتقانٍ.
أجاز له أبو القاسم بن حبيش، وأبو محمد بن فيره الشاطبي، وعبد الحق مصنف الأحكام، وعبد الجليل القصري.
وألف في الحديث أجزاء مفيدة. وهو والد صاحب سبتة.
قال لي أبو القاسم بن عمران: أخبرني عنه الوزير أبو عبد الله محمد بن أبي عامر الأشعري المالقي، وأبو بكر محمد بن محمدٍ المومنائي، وأبو الحسين بن أبي الربيع، وغيرهم.