وهذا البيت، بيت ابن المسلمة، عريق في القتل. وجدّه هو المقتول بيد البساسيري. ثم قال: وقد ختمت له السعادة بما حتمت له به الشهادة، لاسيما وهو خارج من بيته إلى بيت الله، ووقع أجره على الله: إنّ المساءة قد تسرّ وربما كان السرور بما كرهت جديرا إن الوزير وزير آل محمد أودى فمن يشناك كان وزيرا وهما في أبي سلمة الخلاّل وزير بني العباس قبل أن يستخلفوا.
[سنة أربع وسبعين وخمسمائة]
قال ابن الجوزي: تكلمت في أول السنة وفي عاشوراء تحت المنظرة، وحضر الخليفة، وقلت: لو أني مثلت بين يدي السدة الشريفة لقلت: يا أمير المؤمنين، كن لله سبحانه مع حاجتك إليه كما كان لك مع غناه عنك. إنه لم يجعل أحدا فوقك، فلا ترض أن يكون أحد أشكر له منك. فتصدّق أمير المؤمنين يومئذ بصدقات، وأطلق محبوسين.
وانكسف القمر في ربيع الأول، وكسفت الشمس في التاسع والعشرين منه أيضا. وولدت امرأة من جيراننا ابنا وبنتين في بطن، فعاشوا بعض يوم.
وفيها جدّد المستضيء قبر أحمد بن حنبل رحمه الله، وعمل له لوح فيه: هذا ما أمر بعمله سيّدنا ومولانا الإمام المستضيء بأمر الله أمير المؤمنين. هذا في رأس اللوح. وفي وسطه: هذا قبر تاج السنّة، ووحيد الأمة، العالي الهمة، العالم، العابد، الفقيه، الزاهد، الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ رحمه الله، توفّي في تاريخ كذا وكذا. وكتب حول ذلك آية الكرسي.
وتكلمت في جامع المنصور، فاجتمع خلائق، وحزر الجمع بمائة ألف