للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بها بدر الحمامي، فتلقاه فقلده دمشق، وسار محمد إلى الرملة.

وكان الحسين بن زكرويه صاحب الشامة قد قويت شوكته، وعظمت أذيته، فصالحه أهل دمشق على أموال، فانصرف عنها إلى حمص فملكها وآمن أهلها، وتسمى بالمهدي. وسار إلى المعرة وحماة، فقتل وسبى النساء، وجاء إلى بعلبك، فقتل عامة أهلها، وسار إلى سلمية، فدخلها بعد ممانعة، وقتل من بها من بني هاشم، وقتل الصبيان والدواب، حتى ما خرج منها وبها عين تطرف.

ثم إن محمد بن سليمان الكاتب، لما سيره المكتفي، التقى هو وهذا الكلب بقرب حمص، فهزمهم محمد، وأسر منهم خلقاً. وركب صاحب الشامة وابن عمه المدثر وغلامه، واخترق البرية نحو الكوفة، فمروا على الفرات بدالية ابن طوق، فأنكروا زيهم، فتهددهم والي ذلك الموضع، فاعترف أن صاحب الشامة خلف تلك الرابية، فجاء الوالي فأخذهم، وحملهم إلى المكتفي بالرقة. ثم أدخلوا إلى بغداد بين يديه، فعذبهم، وقطع أيديهم، وقتلهم ثم أحرقهم.

سنة اثنتين وتسعين ومائتين.

توفي فيها: أحمد بن الحسن المصري الأيلي، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد قاضي حمص، وأحمد بن عمرو أبو بكر البزار، وأبو مسلم الكجي، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأسلم بن سهل الواسطي بحشل، وأبو خازم القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، وعلي بن جبلة الأصبهاني.

وفي صفرها سار محمد بن سليمان إلى مصر، لحرب صاحبها هارون بن خمارويه فجرت بينهم وقعات، ثم وقع بين أصحاب هارون اختلاف، فاقتتلوا، فخرج هارون ليسكنهم، فرماه بعض المغاربة بسهم قتله، وهربوا، فدخل محمد بن سليمان مصر، واحتوى على خزائن آل طولون، وقيد منهم بضعة عشر نفساً، وحبسهم. وكتب بالفتح إلى المكتفي.

وروي أن محمد بن سليمان لما قرب من مصر، أرسل إلى هارون يقول: إن الخليفة قد ولاني مصر، ورسم أن تسير إلى بابه إن كنت مطيعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>