٤٧٥ - أبو عباد الكاتب، وزير المأمون.
طول ابن النجار ترجمة هذا، فقال: ثابت بن يحيى بن يسار أبو عباد الرازي كاتب المأمون، كان من الكفاة.
قلت: هو مشهور بالكنية.
ذكره الصولي، ومحمد بن عبدوس الجهشياري في أخبار الوزراء.
وملخص أمره أنه كان خبيرا بالحساب وبالكتابة، بارعا في التصرف، ناهضا في أمور المأمون على أتم ما يكون. ثم إنه عجز من النقرس واستعفى.
وكان جوادا نبيلا لكنه كان شرسا عبوسا.
قال الصولي: مات في المحرم سنة عشرين عن خمسٍ وستين سنة.
٤٧٦ - أبو العتاهية، الشاعر المشهور.
هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان العنزي، مولاهم الكوفي، نزيل بغداد، وأصله من سبي عين التمر، ولقبوه بأبي العتاهية لاضطراب كان فيه، وقيل: بل كان يحب الخلاعة فكني بأبي العتاهية لعتوه.
وهو أحد من سار قوله وانتشر شعره. ولم يجتمع لأحدٍ ديوان شعره لكثرته. وقد نسك بأخرة، وقال في الزهد والمواعظ، فأحسن وأبلغ.
وكان أبو نواس يعظمه ويخضع له، ويقول: والله ما رأيته إلا توهمت أنه سماوي وأني أرضي.
وقد مدح أبو العتاهية الخلفاء والبرامكة والكبار. ومن شعره:
ولقد طربت إليك حتى صرت من فرط التصابي يجد الجليس إذا دنا ريح الصبابة من ثيابي وله:
إن المطايا تشتكيك لأنها تطوي إليك سباسبا ورمالا فإذا رحلن بنا رحلن مخفةً وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا وله أرجوزة فائقة يقول فيها:
هي المقادير فلمني أو فذر إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر لكل ما يؤذي وإن قل ألم ما أطول الليل على من لم ينم