وقال المروذي: كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقته العبرة. وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب.
وقال: إذا ذكرت الموت هان علي كل شيء من أمر الدنيا. وإنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل. ما أعدل بالفقر شيئا.
وقال: لو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر.
وقال: أريد أن أكون في بعض تلك الشعاب بمكة، حتى لا أعرف. قد بليت بالشهرة. إني لأتمنى الموت صباحا ومساء.
وقال المروذي: ذكر لأحمد أن رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضهم اللقاء. يتزين لي وأتزين له.
وقال: لقد استرحت. ما جاءني الفرح إلا منذ حلفت أن لا أحدث، وليتنا نترك، الطريق ما كان عليه بشر بن الحارث.
وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: إن فلانا قال: لم يزهد أبو عبد الله في الدراهم وحدها، قد زهد في الناس. فقال: ومن أنا حتى أزهد في الناس؟ الناس يريدون أن يزهدوا في.
وسمعت أبا عبد الله يكره للرجل أن ينام بعد العصر، يخاف على عقله.
وسمعته يقول: لا يفلح من تعاطى الكلام، ولا يخلو من أن يتجهم.
وسئل عن القراءة بالألحان، فقال: هذه بدعة لا تسمع.
وكان قد قارب الثمانين، رحمه الله.
فصل
من قوله في أصول الدين
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. البر كله من الإيمان، والمعاصي تنقص من الإيمان.
وقال إسحاق بن إبراهيم البغوي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عمن يقول: القرآن مخلوق، فقال: كافر.
وقال سلمة بن شبيب: سمعت أحمد يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.