بالغ الحافظ عبد الغافر في وصفه، وقال: ما رأيت أحسن ولا أصحّ من قراءته. سمع من أبي القاسم القشيريّ، والفضل بن المحبّ، وطبقتهما. ولم يتكهل ولم يبلغ أوان الرواية.
قال عبد الغافر: لمّا عاد من بغداد سمعته يقول: ما استفدت في سفري من غيري، بل كلّ من لقيته استفاد منّي. وقال لي: لست أطالع شيئاً مرةً أو مرتين إلا وحفظته ولا أنساه.
فقد من البلد ولا يدرى ما تم له.
٦٢ - عليّ بن أبي يعلى بن زيد بن حمزة، أبو القاسم الحسيني الدّبوسيّ، ودبوسية: بلدة بقرب سمرقند.
كان من كبار أئمة الشّافعية، متوحداً متفرداً في الفقه والأصول واللغة والنّحو والنظر والجدل. وكان حسن الخلق والخلق، سمحاً جواداً كثير المحاسن. قدم بغداد، وولي تدريس النظامية. تفقه عليه جماعة من البغداديين، ومن الغرباء، وأملى ببغداد مجالس.
سمع أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطريّ، وأبا سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ، وأبا مسعود أحمد بن محمد البجليّ. روى عنه عبد الوهاب الأنماطي، وأبو غانم مظفر البروجرديّ، ومحمد بن أبي نصر المسعوديّ المروزيّ، وآخرون.
توفي ببغداد في شعبان، وهو من ذرية الحسين الأصغر ابن زين العابدين عليّ بن الحسين رضي الله عنه.
٦٣ - عليّ بن محمد بن حسين ابن المحدث عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد، الإمام أبو الحسن البزدويّ النّسفيّ الزاهد، صاحب التصانيف الجليلة، والمدرس بسمرقند.
توفي بكسّ في رجب.
قال السّمعاني: كان إمام أصحاب أبي حنيفة بما وراء النهر، وممن