للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجمع الخلائق فيقول: يا مالك، فأقول: لبيك. فيأذن لي أن أسجد بين يديه، فأعرف أنه قد رضي عني، فيقول: كن تراباً.

وقال رباح بن عمرو القيسي: سمعت مالك بن دينار يقول: دخل علي جابر بن زيد وأنا أكتب، فقال: يا مالك، مالك عمل إلا هذا؟ تنقل كتاب الله! هذا والله الكسب الحلال.

وعن شعبة قال: كان أدم مالك بن دينار كل سنة بفلسين ملح.

وقال جعفر: كان مالك بن دينار يلبس إزار صوف وعباءة خفيفة، وفي الشتاء فروة، وكان ينسخ المصحف في أربعة أشهر فيدع أجرته عند البقال فيأكله.

وعنه قال: لو استطعت لم أنم؛ مخافة أن ينزل العذاب وأنا نائم، ولو وجدت أعواناً لفرقتهم ينادون في الدنيا: يا أيها الناس، النار النار.

وقال معلى الوراق: سمعت مالك بن دينار يقول: خلطت دقيقي بالرماد فضعفت عن الصلاة، ولو قويت على الصلاة ما أكلت غيره.

معلى الوراق لا أعرفه.

قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: وددت أن الله جعل رزقي في حصاة أمصها لا ألتمس غيرها حتى أموت.

وقال مالك بن دينار: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ولم أكره مذمتهم؛ لأن حامدهم مفرط وذامهم مفرط.

وروي عن السري بن مغلس السقطي أن لصاً دخل بيت مالك بن دينار فما وجد شيئاً، فجاء ليخرج فناداه مالك: سلام عليكم. فقال: وعليكم السلام. قال: ما حصل لكم شيء من الدنيا فترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم. قال: توضأ من هذا المركن وصل ركعتين. ففعل، ثم قال: يا سيدي، أجلس إلى الصبح؟ قال: فلما خرج مالك إلى المسجد قال أصحابه: من هذا معك؟ قال: جاء يسرقنا فسرقناه. قال جعفر بن سليمان:

<<  <  ج: ص:  >  >>