للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمه عامر بن عمارة بن خريم، وهو والد المحدث موسى بن عامر صاحب الوليد بن مسلم وراوي كتبه.

قال المرزباني: قتل عامل الرشيد بسجستان أخا لأبي الهيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعا عظيما، ورثى أخاه، وغلظ أمره، وأعيت الرشيد الحيل فيه، فاحتال عليه بأخ له أرغبه، فشد على أبي الهيذام وقيده، وسار به إلى الرشيد، وهو القائل:

فأحسن أمير المؤمنين فإنه أبى الله إلا أن يكون لك الفضل فمن عليه وأطلقه.

أنشد الزبير بن بكار لأبي الهيذام:

سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا فإن بها ما يطلب الماجد الوترا ولست كمن يبكي أخاه بعبرة يعصرها في جفن مقلته عصرا وإنا أناس ما تفيض دموعنا على هالك منا وإن قصم الظهرا قيل: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.

٤٤٧ - القاضي أبو يوسف، هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بجير بن معاوية الأنصاري.

وسعد بن بجير هو سعد بن حبتة، وحبتة أمه ابنة خوات بن جبير. شهد سعد الخندق، ونسبه في بجيلة، وإنما حالف الأنصار.

ولد أبو يوسف بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائة، وطلب العلم سنة نيف وثلاثين، فسمع من هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن أبي زياد، والأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وحجاج بن أرطاة، وعبيد الله بن عمر، وطائفة. وتفقه بأبي حنيفة حتى صار المقدم في تلامذته. تفقه به محمد بن الحسن، وهلال الرأي، ومعلى بن منصور، وعدد كثير. وروى عنه ابن سماعة، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وعلي بن الجعد، وأحمد بن منيع، وعلي بن مسلم الطوسي، وإبراهيم بن الجراح، وأسد بن الفرات، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعمرو الناقد، وخلق سواهم.

وكان والده إبراهيم فقيرا، فكان أبو حنيفة يتعاهد أبا يوسف بالمائة درهم بعد المائة، يعينه على طلب العلم، فروى علي بن حرملة التيمي عن أبي يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقل، فجاء أبي يوما وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تمدن يا بني رجلك مع أبي حنيفة، فأنت محتاج إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>