للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فرطكم (١) وأنا شهيد عليكم. الحديث أخرجه البخاري (٢).

وروى العطاف بن خالد: حدثني عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن أبيه؛ أن النبي زار قبور الشهداء بأحد (٣).

وروى عبد العزيز بن عمران بن موسى: عن عباد بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله يأتي قبور الشهداء، فإذا أتى فرضة الشعب يقول: السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. وكان يفعله أبو بكر ثم عمر بعده ثم عثمان.

وذكر نحو هذا الحديث الواقدي في مغازيه (٤) بلا سند.

وقال أبو حسان الزيادي: ومات في شوال يوم جمعة عمرُو بن مالك الأنصاري أحد بني النجار، فخرج رسول الله إلى أحد فصلى عليه في موضع الجبان. وكان أول من فعل به ذلك.

غزوة حمراء الأسد.

قال ابن إسحاق (٥): فلما كان الغد من يوم الأحد؛ يعني صبيحة وقعة أحد أذن مؤذن رسول الله في الناس لطلب العدو، وأذن مؤذنه: لا يخرج معنا أحد إلا أحد حضر يومنا بالأمس. وإنما خرج رسول الله مرهبا للعدو ليبلغهم أنه قد خرج في أثرهم وليظنوا به قوة.


(١) في البخاري: "فَرَط لكم".
(٢) البخاري ٥/ ١٣٢، ومسلم ٧/ ٦٧، ودلائل النبوة ٣/ ٣٠٦ - ٣٠٧. وانظر المسند الجامع حديث (٩٩١٩).
(٣) دلائل النبوة ٣/ ٣٠٧.
(٤) مغازي الواقدي ١/ ٣١٢ - ٣١٣، ودلائل النبوة ٣/ ٣٠٨.
(٥) ابن هشام ٢/ ١٠١، ودلائل النبوة ٣/ ٣١٤.