البصرة، وأخذ منها أموالًا كثيرة، وقدم السلطان بغداد، فبعث لحربه قزل في عشرة آلاف فارس، فسار دبيس ودخل البرية.
وفي سنة ثلاث أظهر عماد الدين زنكي بن آقسنقر أنه يريد جهاد الفرنج، وأرسل إلى تاج الملوك بوري يستنجده، فبعث له عسكرًا بعد أن أخذ عليه العهد والميثاق، وأمر ولده سونج أن يسير إليه من حماة، ففعل فأكرمهم زنكي، وطمنهم أيامًا، وغدر بهم، وقبض على سونج، وعلى أمراء أبيه، ونهب خيامهم، وحبسهم بحلب، وهرب جندهم، ثم سار ليومه إلى حماة، فاستولى عليها، ونازل حمص ومعه صاحبها خيرخان فأمسكه، فحاصرها مدة، ولم يقدر عليها ورجع إلى الموصل، ولم يطلق سونج ومن معه حتى اشتراهم تاج الملوك بوري منه بخمسين ألف دينار، ثم لم يتم ذلك، ومقت الناس زنكي على قبيح فعله.
وفيها وثبت الباطنية على عبد اللطيف ابن الخجندي رئيس الشافعية بأصبهان، ففتكوا به.
وأما بهرام، فإنه عتى وتمرد على الله، وحدثته نفسه بقتل برق بن جندل من مقدمي وادي التيم لا لسبب، فخدعه إلى أن وقع في يده فذبحه، وتألم الناس لذلك لشهامته وحسنه وحداثة سنه، ولعنوا من قتله علانية، فحملت الحمية أخاه الضحاك وقومه على الأخذ بثأره، فتجمعوا وتحالفوا على بذل المهج في طلب الثأر، فعرف بهرام الحال، فقصد بجموعه وادي التيم، وقد استعدوا لحربه، فنهضوا بأجمعهم نهضة الأسود، وبيتوه وبذلوا السيوف في البهرامية، وبهرام في مخيمه، فثار هو وأعوانه إلى السلاح، فأرهقتهم سيوف القوم وخناجرهم وسهامهم، وقطع رأس بهرام لعنه الله.
ثم قام بعده صاحبه إسماعيل العجمي، فحذا في الإضلال والاستغواء حذوه، وعامله الوزير المزدقاني بما كان يعامل به بهرامًا، فلم يمهله الله، وأمر الملك بوري بضرب عنقه في سابع عشر رمضان، وأحرق بدنه، وعلق رأسه،