سمع وأخوه الكثير من ابن البن وابن صصرى وزين الأمناء وابن صباح وطائفة، وكان مكثراً كأخيه، وهذا الأكبر، سمع منه: ابن الخباز وابن نفيس وابن العطار والمزي والبرزالي والجماعة، وعاش ستاً وسبعين سنة وكان في الآخر يرتزق بالشهادة. وله شعرٌ ضعيف. ولي منه إجازة.
توفي في جمادى الأولى.
٤٧٩ - ياسين بن عبد الله، المغربي، الحَجّام، الأسود، الصالح.
كان له دُكان بظاهر باب الجابية. وكان صاحب كشف وكرامات. وقد حجّ أكثر من عشرين مرة وبلغ الثمانين، اتفّق أنه سنة نيِّفٍ وأربعين مرّ بقرية نوى فرأى الشيخ محيي الدين النواوي، وهو صبي فتفرس فيه النجابة واجتمع بأبيه الحاجّ شرف ووصّاه به وحرّضه على حفظ القرآن والعلم. فكان الشيخ فيما بعد يخرج إليه ويتأدب معه ويزوره ويرجو بركته ويستشيره في أمور.
توفي في ثالث ربيع الأول ودفن بمقبرة باب شرقي، رحمه الله وقد أخبر بموت النواوي والده وقال: أين تختار أن يموت، عندكم أو في دمشق؟ ويقال: إنه قتله بالحال لأمرٍ ثم ندم.
٤٨٠ - يحيى بن علي بن أبي بكر، العدل، الفقيه، نجم الدين ابن الإمام جمال الدين الشاطبي، ثم الدمشقي، المقرئ.
روى عن السّخاوي ومات في رجب وكان نقيب الشامية الكبرى. وكان الفقهاء يحبّونه ويشكرونه، وقد سمع وأسمع أولاده كثيراً في حدود الخمسين من ابن مسلمة ومكي بن علان وطائفة، وكان يشهد تحت الساعات، وعاش خمساً وسبعين سنة.
وكان أبوه من كبار القراء بدمشق. وهو فقد تلا بالسَّبع على السخاوي جمعاً، وعرض القصيد في سنة تسعٍ وعشرين وستمائة، وأبوه فقرأ على الشاطبي مفرداً وجامعاً وإجازة في سنة ثمانٍ وثمانين بخط السَّخاوي وبها خطبة حسنة. فقد شهد فيها على الشاطبي جماعة.