فغلب على حضرموت واجتمع إليه الإباضية، ثم سار إلى صنعاء وبها القاسم بن عمر الثقفي، فالتقى الجمعان واشتد القتال، ثم انهزم القاسم بن عمر وكثر القتل في جنده، وتبعه طالب الحق فبيته فهرب القاسم وقتل أخوه الصلت، واستولى طالب الحق على صنعاء فجبى الأموال وجهز إلى مكة عشرة آلاف، وكان على مكة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، فكره قتالهم وفشل فوقفوا بعرفة، ووقف معهم الحجيج، ثم غلبوا على مكة، فنزح عنها عبد الواحد إلى المدينة.
وفيها كتب ابن هبيرة أمير العراقين إلى عامر بن ضبارة فسار حتى أتى خراسان وقد ظهر بها أبو مسلم الخراساني صاحب الدعوة في رمضان، وكان قد ظهر هناك عبد الله بن معاوية الهاشمي فقبض عليه أبو مسلم وسجنه وسجن خلقاً من شيعته.
وفيها سار الكرماني إلى مرو الروذ، فسار إلى قتاله متوليها سالم بن أحوز المازني فاقتتلوا فانهزم الكرماني، ثم كر عليهم وبيتهم فاقتتلوا، ثم تهادنوا، ثم سار نصر بن سيار فحاصر الكرماني ستة أشهر وغلت المراجل بالفتن إلى أن قتل الكرماني ولحق عسكره بشيبان بن مسلمة السدوسي الحروري الذي تغلب على سرخس وطوس، وعظمت جيوش شيبان هذا وقاتلهم نصر بن سيار بضعة عشر شهراً، واشتغل بهم إلى أن قوي أمر أبي مسلم الخراساني.
فأما المغرب فوثب بها عبد الرحمن بن حبيب الفهري على رأس الإباضية، فقتله وصلب جثته، فثار أصحابه وجيشوا وجرت لهم حروب عديدة قتل فيها أمير هؤلاء، وأمير هؤلاء.
[سنة ثلاثين ومائة]
توفي فيها إسماعيل بن أبي حكيم بالمدينة، والحارث بن يزيد الحضرمي ببرقة، والحارث بن يعقوب أبو عمرو بمصر، وسليم بن عامر الخبائري، وشعيب بن الحبحاب البصري، وشيبة بن نصاح المقرئ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، وعبد العزيز بن رفيع بالكوفة، وعبد العزيز بن صهيب بالبصرة، وكعب بن علقمة المصري التنوخي، ومحمد بن المنكدر التيمي المدني،