للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، والفلكي.

وأجاز له أبو العز بن كادش.

١٤٣ - محمد بن عبيد اللَّه بن عبد الله، أبو الفتح ابن التعاويذي، الشاعر المشهور صاحب الديوان الذي في مجلدتين. وإنما عرف بابن التعاويذي، لأنه سبط المبارك بن المبارك ابن التعاويذيّ.

وكان عُبيد اللَّه والده مولّى لبني المظفَّر، اسمه: نُشتكين، ثم سمّي عُبيد اللَّه. وأضرّ أبو الفتح في آخر عمره.

وكان شاعر العراق في وقته. وهو القائل (١):

أَمِطِ اللّثامَ عَنِ العذارِ السّائلِ … ليقومَ عُذري فيكّ عِنْد عواذلي

واغْمِدْ لحاظك قد فللت تجلدي … واكفف سِهامك قَدْ أصبتَ مقاتلي

لا تجمع الشَّوْقَ المبرّح والقِلَى … والبينَ لي أحدُ الثلاثة قاتلي

وبنفسي الغضبان لا يرضيه غيـ … ر دمي وما فِي سفكهِ من طائل

عانقته أبكي ويبسم ثغره … كالبرق أومضَ فِي غمامٍ هاطلِ

وكان كاتبًا بديوان المقاطعات، وكان الوزير أبو جعفر ابن البلدي قد عزل كتاب (٢) الدواوين وصادرهم وعاقبهم، فعمل ابن التّعاويذيّ فِي بغداد من قصيدة:

بادَت وأهلوها معًا فديارهم … ببقاء مولانا الوزير خرابُ

والناسُ قَدْ قامت قيامتهم فلا … أنسابَ بينهُم ولا أسبابُ

حَشرٌ وميزانٌ وهولٌ مفظعٌ … وصحائفٌ منشورةٌ وحسابُ

ما فاتهم مِن كُلّ ما وُعِدوا بِهِ … فِي الحشرِ إلا راحمٌ وهَّابُ

وَلَهُ:

قَالَتْ أتقنعُ أن أزورَك فِي الكَرَى … فتبيتَ فِي حُلمِ المنامِ ضَجِيعي

وأبيكَ ما سَمَحتْ بطَيف خَيالِها … إلا وَقَدْ مَلَكَتْ عليَّ هجوعي

وَلَهُ أشعارٌ كثيرة يرثي عينيه، ويبكي أيام شبابه. وكان قَدْ جمع ديوانه قبل العَمَى، ورتبه أربعة فصول. وكلما جدده بعد ذَلِكَ سمّاه: "الزّيادات".


(١) ديوان ٣٣٣.
(٢) ما بين الحاصرتين مني.