للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى خدم نصر ابن الحاجب بأنه يحيي الموتى، وأن الجن يخدمونه ويحضرون إليه ما يريد، وأن حمد بن محمد الكاتب قال: إنه مرض فشرب بوله، فعوفي، وكان محبوسا بدار الخلافة.

وسعي إلى حامد برجل يعرف بالسمري وبجماعة، فقبض عليهم وناظرهم، فاعترفوا أن الحلاج إله وأنه يحيي الموتى. ووافقوا الحلاج وكاشفوه فأنكر. وكانت ابنة السمري صاحب الحلاج قد أقامت عنده في دار السلطان مدة، وكانت عاقلة حسنة العبارة. فدعاها حامد فسألها عن أمره فقالت: قال لي يوما: قد زوجتك من سليمان ابني وهو بنيسابور، وليس يخلو أن يقع بين المرأة وزوجها خلاف، فإن جرى منه ما تكرهينه، فصومي يومك، واصعدي آخر النهار إلى السطح، وقومي على الرماد، وأفطري على الملح، واذكري ما أنكرته منه، فإني أسمع وأرى. قالت: وكنت نائمة ليلة وهو قريب مني، وابنته عندي، فما أحسست به إلا وقد غشيني، فانتبهت فزعة فقلت: ما لك؟ قال: إنما جئت لأوقظك للصلاة. وقالت لي بنته يوما: اسجدي له. فقلت: أو يسجد أحد لغير الله؟ وهو يسمع كلامنا، فقال: نعم إله في السماء وإله في الأرض. وذكر القصة إلى أن قال: فسلمه حامد الوزير إلى صاحب الشرطة وقال: اضربه ألف سوط، فإن مات فحز رأسه وأحرق جثته، وإن لم يتلف فاقطع يديه ورجليه، واحرق جسده، وانصب رأسه على الجسر. ففعل به ذلك، وبعث برأسه إلى خراسان، وطيف به، وأقبل أصحابه يعدون أربعين يوما ينتظرون رجوعه. وزعم بعضهم أنه لم يقتل، وأن عدوا له ألقي عليه شبهه. وبعضهم ادعى أنه رآه في غد ذلك اليوم في طريق النهروان راكبا على حمار وهو يقول: قولوا لهؤلاء البقر الذين ظنوا أنني أنا الذي قتلت ما أنا ذاك.

وأحضر حامد الوزير الوراقين واستحلفهم أن لا يبيعوا شيئا من كتب الحلاج ولا يشترونها.

وقيل: إن الحلاج لم يتأوه في ضربه.

وقيل: إن يده لما قطعت كتب الدم على الأرض: الله الله، وليس ذلك بصحيح.

وسائر مشايخ الصوفية ذموا الحلاج إلا ابن عطاء، ومحمد بن خفيف الشيرازي، وإبراهيم بن محمد النصراباذي، فصححوا حاله ودونوا كلامه.

ثم وقفت على الجزء الذي جمعه ابن باكويه في حال الحلاج فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>