قرئ عليه شيء يشك فيه، وسماعاته كالشمس وضوحاً. فقال: هو لعمري كما ذكرت، غير أني وجدت في بعض ما كان له به نسخة سماعاً، يشهد القلب ببطلانه، ولم يحمل عنه شيء من ذلك.
وقال السلفي: سألت ابن البطر عن مولده، فقال: سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وقد دخلت بغداد في الرابع والعشرين من شوال، فساعة دخولي لم يكن لي شغل إلا أن مضيت إلى ابن البطر، فدخلت عليه، وكان شيخاً عسراً فقلت: قد وصلت من أصبهان لأجلك. فقال: اقرأ. وجعل موضع الراء من اقرأ غيناً. فقرأت عليه وأنا متكئ لأجل دمامل في موضع جلوسي. فقال: أبصر ذا الكلب يقرأ وهو متكئ! فاعتذرت بالدماميل، وبكيت من كلامه. وقرأت عليه سبعة وعشرين حديثاً، وقمت، ثم ترددت، وقرأت عليه نحو خمسة وعشرين جزءاً، ولم يكن بذاك.
توفي ابن البطر في سادس عشر ربيع الأول.
وقد أخبرنا بلال المغيثي عن ابن رواج، عن السلفي، عنه، بجزء حديث الإفك، للآجري. وروى عنه هذا الجزء أبو الفتح بن شاتيل، وهو غلط من بعض الطلبة وجهل، فإن أبا الفتح لم يلحقه.
وقال السمعاني: كان أبو الخطاب يسكن باب الغربة عند المشرعة، مما يلي البدرية، وعمر حتى صارت إليه الرحلة من الأطراف، وتكاثر عليه الطلبة. وكان شيخاً صالحاً صدوقاً، صحيح السماع؛ سمع ابن البيع، وابن رزقويه، وابن بشران، وهو آخر من حدث عنهم.
٢٠٤ - هبة الله بن حمزة، أبو الجوائز العباسي.
روى عن ابن غيلان. وهو ابن الكاتبة فاطمة بنت الأقرع.
توفي في صفر.
٢٠٥ - أبو الحسن بن زفر العكبري المقرئ الفقيه الحنبلي.
توفي عن تسعين سنة، وقيل: إنه صام الدهر خمساً وسبعين سنة.