وفي جمادى الآخرة مات أبو القاسم سعيد بن أبي سعيد الجنابي القرمطي بهجر، وقام بالأمر بعده أخوه يوسف، ولم يبق من أولاد أبي سعيد الجنابي غيره، وعقد القرامطة من بعد يوسف لستة نفر شركة بينهم.
وجاءت كتب الحجاج بأن بني هلال اعترضتهم، فقتلوا خلقا كثيرا، وأن الحج بطل، ولم يسلم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الموسوي والد المرتضى، مضوا على طريق المدينة وحجوا، ولم يكادوا.
وتم فيها الصلح بين ركن الدولة بن بويه، وبين صاحب خراسان ابن نوح الساماني، على أن يحمل إليه ركن الدولة في العام مائة وخمسين ألف دينار ويزوج ابن نوح ببنت عضد الدولة.
[سنة اثنتين وستين وثلاثمائة]
فيها حشدت الروم، لعنهم الله، وأقبلوا في عدد وعدة، فأخذوا نصيبين واستباحوها، وقتلوا، وسبوا. وقدم بغداد من نجا منهم، فاستنفروا الناس في الجوامع وكسروا المنابر، ومنعوا الخطبة، وحاولوا الهجوم على الخليفة المطيع، واقتلعوا بعض شبابيك دار الخلافة حتى غلقت أبوابها، ورماهم الغلمان بالنشاب من الرواشن، وخاطبوا الخليفة بالتعسف وبأنه عاجز عما أوجبه الله عليه من حماية حوزة الإسلام، وأفحشوا القول. ووافق ذلك غيبة الملك عز الدولة في الكوفة للزيارة، فخرج إليه أهل العقل والدين من بغداد، وفيهم الإمام أبو بكر الرازي الفقيه، وأبو الحسن علي بن