معرفة تامة بالفقه والأصول. وكان يفتي على مذهب الشافعي. تصدر للإقراء بجامع دمشق، وازدحم عليه الطلبة وقصدوه من البلاد، وتنافسوا في الأخذ عنه. وكان ديناً خيراً متواضعاً، مطرحاً للتكلف، حلو المحاضرة، مطبوع النادرة، حاد القريحة من أذكياء بني آدم. وكان وافر الحرمة، كبير القدر، محببا إلى الناس. روى الكثير من العوالي والنوازل، وكان ليس له شغل إلا العلم والإفادة. قرأ عليه خلق كثير إلى الغاية، ولا أعلم أحداً من القراء في الدنيا أكثر أصحاباً منه.
ومن مصنفاته: شرح الشاطبية في مجلدتين، وشرح الرائية في مجلد في رسم المصحف، وكتاب جمال القراء وتاج الإقراء، وكتاب منير الدياجي في تفسير الأحاجي، وكتاب التفسير إلى الكهف في أربع مجلدات، وكتاب المفضل في شرح المفصل للزمخشري، وغير ذلك مما لم يحضرني ذكره.
أقرأ عنه القراءات: شمس الدين أبو الفتح محمد بن علي الأنصاري، وشهاب الدين أبو شامة، وزين الدين عبد السلام الزواوي، ورشيد الدين أبو بكر بن أبي الدر المكيني، وتقي الدين يعقوب الجرائدي، وجمال الدين إبراهيم الفاضلي، ورضي الدين جعفر بن دبوقا الحراني، وشمس الدين محمد ابن الدمياطي، ونظام الدين محمد التبريزي، والشهاب محمد بن مزهر.
وروى عنه من شيوخنا الذين لقيناهم: الشيخ زين الدين الفارقي، والجمال عبد الواحد بن كثير النقيب، وقد قرأ عليه القراءات ونسي، ورشيد الدين إسماعيل ابن المعلم وقد قرأ عليه القراءات ونسي، والشمس محمد بن قايماز، وقد قرأ عليه القراءات ونسي رأيت إجازته بالقراءات له، وشرف الدين أحمد بن إبراهيم الخطيب وقد قرأ عليه لنافع وأبي عمرو وعاصم وأقرأ عنه، وشرف الدين إبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وقد قرأ عليه ختمةً، والشهاب أحمد بن مروان التاجر وقد قرأ القرآن وعرض عليه الشاطبية، وأبو علي ابن