الشأن. وسمعت محمد بن يحيى الكرماني الفقيه يقول: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادةً من البرقاني، وسألت الأزهري: هل رأيت شيخا أتقن من البرقاني؟ قال: لا، وسمعت أبا محمد الخلال ذكر البرقاني فقال: كان نسيج وحده.
وقال الخطيب: وأنا ما رأيت شيخا أثبت منه.
وقال أبو الوليد الباجي، أبو بكر البرقاني ثقة حافظ.
قلت: وذكره أبو إسحاق في طبقات الفقهاء الشافعية فقال: ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وسكن بغداد ومات بها في أول يوم من رجب. تفقه في حداثته، وصنف في الفقه، ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماما.
وقال الخطيب: حدثني أحمد بن غانم الحمامي، وكان صالحا، أنه نقل البرقاني من بيته، فكان معه ثلاثة وستون سفطا وصندوقا، كل ذلك مملوء كتبا.
وقال البرقاني: دخلت إسفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم، فضاعت الدنانير وبقي الدرهم، فدفعته إلى خباز، وكنت آخذ منه في كل يوم رغيفين، وآخذ من بشر بن أحمد جزءا فأكتبه وأفرغ منه بالعشي، فكتبت ثلاثين جزءا، ثم نفذ ما كان عند الخباز، فسافرت.
قلت: كتاب المصافحة له من عالي ما يسمع اليوم. تفرد بها بيبرس العديمي بحلب، وعند أبي بكر بن عبد الدائم قطعة من الكتاب يرويها عن الناصح، عن شهدة.
وقال الخطيب في ترجمة البرقاني: حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني، قال: أخبرنا البرقاني سنة عشرين، قال: حدثني أحمد بن علي بن ثابت