١١١ - عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه، الشيخ أبو النجيب السهروردي، الصوفي الزاهد الواعظ الفقيه الشافعي.
سمع أبا علي بن نبهان، وزاهر بن طاهر، والقاضي أبا بكر الأنصاري، وجماعة، وكان يحضر المشايخ عنده، وسمع الناس بإفادته، وحصل الأصول والنسخ، ويعظ الناس في مدرسته.
ذكره ابن النجار فقال: كان مذهبه في الوعظ اطراح الكلفة وترك التسجيع، وبقي مدة سنتين يستقي بالقربة على ظهره بالأجرة ويتقوت بذلك، ويتقوت من عنده من الأصحاب، وكان له خربة على دجلة يأوي هو وأصحابه إليها يحضر عنده الرجل والرجلان والجماعة إلى أن اشتهر اسمه وظهر، وصار له القبول عند الملوك، فكان السلطان يزوره والأمراء، فبنى تلك الخربة رباطا، وبنى إلى جانبها مدرسة، فصار حمى لمن لجأ إليه من الخائفين يجير من الخليفة والسلطان، ثم ولي التدريس بالنظامية سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وعزل عنها بعد سنتين، وأملى مجالس، وصنف مصنفات، وقال: حملني عمي إلى الشيخ أحمد الصياد، وكان يأكل من الصيد، وكان مؤاخيا للشيخ أحمد العريبي، ثم قدم أسعد الميهني وولي تدريس النظامية.
قال ابن النجار: فصحبه الشيخ أبو النجيب واشتغل عليه اشتغالا جيدا، ثم صحب الشيخ أحمد الغزالي الواعظ، وسلكه، وجرت له أحوال ومقامات.
كتب عنه أبو سعد السمعاني وأثنى عليه كثيرا، قال في الذيل: عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه - واسمه عبد الله - بن سعد بن الحسن بن القاسم بن علقمة بن النضر بن معاذ بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، من أهل سهرورد، سكن بغداد، وتفقه في النظامية زمانا، ثم هب له نسيم الإقبال والتوفيق فدله على الطريق، وانقطع عن الناس مدة مديدة، ثم رجع ودعا إلى الله، ورجع جماعة كثيرة بسببه إلى الله وتركوا الدنيا، وبنى رباطا لأصحابه على الشط، وسكنه جماعة من الصالحين من أصحابه، حضرت عنده يوما فسمعت من كلامه ما انتفعت به، وكتبت عنه