قال شمس الدين ابن أبي الفتح: سمعت غير واحدٍ يقول: لم يخلّف الرشيد سعيد بعده في المذهب مثله، وكان خبيراً بالنحو، وكانت له يدٌ طولى في النظم والنثر.
ومن شعره: استجرِ دمعك ما استطعت معينا فعساه يمحو ما جنيت سنينا أنسيت أيام البطالة والهوى أيام كنت لذي الضّلال قرينا توفي الرشيد سعيد في شعبان في آخر الكهولة، كتب عنه ابن الخباز وابن البرزالي.
٢٥٠ - الصائن، أبو عبد الله البصري، المقرئ، الضرير، نزيل الروم ومقرئها.
قرأ القراءات وجودها، وبرع في معرفتها. وقدم دمشق فقرأ للسبعة على المنتجب الهمذاني، وكان عارفاً بمذهب الشافعي. أضرّ في أثناء عُمُره، ودخل الروم وقد شاخ، فقرأ عليه طائفة منهم الشيخ وحيد الدين المقرئ إمام الكلاسة. ورأيته يصفه، ويثني على علمه ودينه. وقال لي: توفي في هذه السنة، وفيها قدمت الشام. وقال: اسمه محمد.
٢٥١ - طيٌّ بن مصبح، البعلبكي، الفقير، الصالح.
حدث عن البهاء عبد الرحمن، أخذ عنه ابن أبي الفتح والبرزالي وغيرهما. ومات في ذي الحجة.
٢٥٢ - عبد الله، الملك المسعود، جلال الدين ولد السلطان الملك الصالح إسماعيل ابن الملك العادل.
كان من أجمل الناس صورةً، وكان محتشماً، نبيلاً، حسن الأخلاق.
توفي كهلاً بقريةٍ بالمرج، ودفن بتربة عمه الأمجد عباس في نصف جمادى الآخرة.