التفسير ضمنته مائة ألف بيت شاهدا، أملى بجامع القصر، وحفظ عليه تصحيف شنيع، ثم أجلب عليه وطولب، ثم رمي بالاعتزال حتى فر بنفسه.
وقال السمعاني: حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ، قال: سمعت أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ يقول: سمعت غير واحد ممن أثق به يقول: إن عبد الوهاب الشيرازي أملى ببغداد حديثا متنه: صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين فصحف وقال: كنار في عليين، وكان الإمام محمد بن ثابت الخجندي حاضرا، فقال: ما معناه؟ فقال: النار في الغلس تكون أضوأ.
وبه، قال الطرقي: وسأله بعض أصدقائي عن جامع أبي عيسى الترمذي: هل لك به سماع؟ فقال: ما الجامع، ومن أبو عيسى؟ ما سمعت بهذا قط، ثم رأيته بعد ذلك يعده في مسموعاته.
قال الطرقي: ولماذا أراد أن يملي بجامع القصر؟ قلت له: لو استعنت بحافظ ما، ينتقي الأحاديث، ويرتبها على ما جرت به عادتهم؛ فقال: إنما يفعل ذلك من قلت معرفته بالحديث، أنا حفظي يغنيني، فأملى وامتحنت بالاستملاء، فأول ما حدث رأيته يسقط من الإسناد رجلا، ويبدل رجلا برجل، ويجعل الواحد رجلين، وفضائح أعجز عن ذكرها، ففي غير موضعٍ: حدثنا الحسن بن سفيان، عن يزيد بن زريع، فأمسك أهل المجلس، وأشاروا إلي، فقلت: سقط إما محمد بن منهال، أو أمية بن بسطام، فقال: اكتبوا كما في أصلي، وأورد: أخبرنا سهل بن بحر، أنا سألته، فقال: إننا سالبة، وأما تبديل عمرو بعمر فكثير، وكذا جميل بحميل، وقال في سعيد بن عمرو الأشعثي: سعيد بن عمر، والأشعثي، فجعل واو عمرو واو العطف، فقلت: إنما هو نسبه، فقال: لا، فقلت: فمن الأشعثي؟ قال: فضول منك، وقال في الطور: الطود.
وقال السمعاني: كانت له يد في المذهب، وحدث عن عبد الواحد بن يوسف الخراز، وأبي زرعة أحمد بن يحيى الخطيب، والحسن بن محمد بن عثمان بن كرامة، وجماعة من الفارسيين، روى لنا عنه عبد الوهاب الأنماطي، والحسين بن عبد الملك الخلال، ومحمود بن ماشاذة.
وقال يحيى بن منده: أبو محمد الفامي أحفظ من رأيناه لمذهب