العبقسي وسمع منه، وحمل صحيح مسلم عن أبي سعيد السجزي عمر بن محمد صاحب الجلودي، ولم يكتب بمصر شيئا. وأخذ عن أبي عبد الله محمد بن سفيان كتابه الهادي في القراءات. وتفقه بالقيروان، ودخل بلد الأندلس بعلم جم، وسكن طليطلة، وأخذ بها عن أبي محمد بن عباس الخطيب، وخلف بن أحمد، وعلي بن إبراهيم التبريزي. وسمع ببجانة من أبي القاسم عبد الرحمن الوهراني.
قال الغساني: كان شيخنا ممن عني بتقييد العلم وضبطه، ثقة فيما يروي، كتب أكثر كتبه بخطه، وكان مليح الكتابة.
وقال أبو الحسن بن مغيث: كانت كتبه في نهاية الإتقان، ولم يزل مثابرا على حمل العلم وبثه والقعود لإسماعه، والصبر على ذلك مع كبر السن، أخذ عنه الكبار والصغار لطول سنه.
قال: وقد دعي إلى القضاء بقرطبة فأبى، وكان في عداد المشاورين بها.
وممن روى عن حاتم أبو محمد بن عتاب، وكان أسند من بالأندلس في زمانه.
توفي في عاشر ذي القعدة.
٢٨١ - حيان بن خلف بن حسين بن حيان، أبو مروان القرطبي، مولى بني أمية، شيخ الأدب ومؤرخ الأندلس.
لزم الشيخ أبا عمر بن أبي الحباب النحوي صاحب القالي، وأبا العلاء صاعد بن الحسن. وسمع الحديث من أبي حفص عمر بن حسين بن نابل وغيره. روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن عتاب، وأبو الوليد مالك بن عبد الله السهلي، وأبو علي الغساني ووصفه بالصدق وقال: ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
وقال أبو عبد الله بن عون: كان أبو مروان بن حيان فصيحا بليغا، وكان لا يتعمد كذبا فيما يحكيه في تاريخه من القصص والأخبار.
قلت: له كتاب المقتبس في تاريخ الأندلس في عشر مجلدات، وكتاب