للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ظهر عند إنسان كراس قد اشتراها، فيها مكتوب القرآن، وقد كتب بين الأسطر بالأحمر أشعار على وزن أواخر الآيات، ففتش على كاتبها، فإذا هو مودب، فكبس بيته، فإذا فيه كراريس كذلك، فحمل إلى الديوان، وسئل عن ذلك، فأقر، وكان من أصحاب أبي الفتوح، فنودي عليه على حمار، وشهر، وهمت العامة بإحراقه، ثم أذن لأبي الفتوح، فجلس.

وظهر في هذه الأيام الشيخ عبد القادر الجيلي، فجلي في الحلبة، فتشبث به أهل السنة، وانتصروا بحسن اعتقاد الناس فيه.

[سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة]

فيها توفي ابن صدقة الوزير، وناب في الوزارة علي بن طراد.

وفيها ذهب السلطان محمود إلى السلطان سنجر، فاصطلحا بعد خشونة، ثم سلم سنجر إليه دبيسًا، وقال: تعزل زنكي ابن آقسنقر عن الموصل والشام، وتسلم البلاد إلى دبيس، وتسأل الخليفة أن يرضى عنه، فأخذه ورحل.

وقال أبو الحسن ابن الزاغوني: تقدم إلى نقيب النقباء ليخرج إلى سنجر، فرفع إلى الخزانة ثلاثين ألف دينار، ليعفى، فتقدم إلى شيخ الشيوخ ليخرج، فرفع إلى الخزانة خمسة عشر ألف دينار ليعفى.

وتطاول للوزارة عز الدولة بن المطلب، وابن الأنباري، وناصح الدولة ابن المسلمة، وأحمد ابن نظام الملك، فمنعوا من الكلام في ذلك.

وفي أول السنة سار عماد الدين زنكي فملك حلب، وعظم شأنه، واتسعت دولته.

[سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة]

في المحرم دخل السلطان محمود بغداد، وأقام دبيس في بعض الطريق، واجتهد في أن يمكن دبيس من الدخول فلم يمكن ونفذ إلى زنكي ليسلم البلاد إلى دبيس فامتنع.

<<  <  ج: ص:  >  >>