للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال يعقوب: وحدثني الهيثم بن خالد قال: حدث شريك يوما بهذا الحديث: وضعت في كفة، ووضعت الأمة في كفة، فقال رجل لشريك: فأين كان علي عليه السلام؟ قال: كان مع الناس في الكفة الأخرى.

قال أحمد بن عبد الله العجلي: سمعت بعض الكوفيين يقول: قال شريك: قدم علينا سالم الأفطس، فأتيته ومعي قرطاس فيه مائة حديث، فسألته، فحدثني بها، وسفيان يسمع. فلما فرغت قال لي سفيان: أرني قرطاسك. فأعطيته فخرقه، فرجعت إلى منزلي، واستلقيت على قفاي فحفظت منها سبعة وتسعين، وحفظها سفيان كلها.

ابن عدي: حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال: حدثنا نصر بن المجدر قال: كنت شاهدا حيث أدخل شريك ومعه أبو أمية، وكان أبو أمية رفع إلى المهدي أن شريكا حدثه عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإذا زاغوا عن الحق فضعوا سيوفكم على عواتقكم، ثم أبيدوا خضراءهم. فقال المهدي: أنت حدثت بهذا؟ فقال: لا. فقال أبو أمية: علي المشي إلى بيت الله وكل مالي صدقة إن لم يكن حدثني. فقال شريك: علي مثل الذي عليه إن كنت حدثته. فكأن المهدي رضي، فقال أبو أمية: يا أمير المؤمنين، عندك أدهى العرب، إنما يعني مثل الذي علي من الثياب، قل له يحلف كما حلفت. فقال: احلف. قال شريك: قد حدثته. فقال: ويلي على شارب الخمر؛ يعني الأعمش، وذلك أنه كان يشرب المنصف، ولو علمت موضع قبره أحرقته. قال شريك: لم يكن يهوديا، كان رجلا صالحا. قال: بل زنديق. قال: للزنديق علامات؛ بتركه الجماعات، وجلوسه مع القيان، وشربه الخمر. فقال: والله لأقتلنك. قال: ابتلاك الله بمهجتي. قال: أخرجوه. فأخرج، فجعل الحرس يشققون ثيابه، وخرقوا قلنسوته. قال نصر: فقلت لهم: أبو عبد الله. قال المهدي: دعهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>