قال ابن السمعاني: كان يسكن الموصل، وكان من أهل التجويد والتوكل، وله في قطع البادية والمقام بمكة أحوالٌ ومقامات، وكان كثير المجاهدة، صبورًا على الشدائد والجوع، وكان يستر حاله، وكان أهل الموصل يعتقدون فيه، ويتبركون به، وكان لا يخالطهم، وينزوي في موضع خارج الموصل، وإذا اشتد به الجوع غطى وجهه بخرقة ودخل فمد يده، فلا يعرف، ويعطى كسرة أو كسرتين، ولو عرفوه لأعطوه مبلغًا من المال، وكان أكثر مقامه بالحجاز، وورد بغداد مرات، اجتمعت به بالمدينة النبوية، توفي قرب الأربعين بطريق الحجاز بذات عرق.
٥٣٦ - كمال بنت أبي البركات هبة الله بن المبارك السقطي، امرأة صالحة، خيرة، ستيرة.
سمعها والدها من أبي الحسن بن الأخضر الأنباري، وغيره، روى عنها: أبو سعد السمعاني.
٥٣٧ - عمرو بن محمد بن بدر، أبو الحسن الهمداني، الغرناطي.
ذكره الأبار فقال: سمع الموطأ من أبي عبد الله ابن الطلاع، وتفقه بأبي الوليد بن رشد، وكان من أهل الزهد والصلاح، روى عنه: أبو جعفر بن شراحيل الهمداني الغرناطي، وغيره، لقيه في سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة.
قلت: أبو جعفر هو أحمد بن عبد الله شيخ لابن مسدي، يأتي في سنة ستٍّ وستمائة.
٥٣٨ - عياش بن عبد الملك، أبو بكر الأزدي، اليابري، ثم القرطبي.
من أئمة القراء، أخذ عن: خازم بن محمد، وأبي القاسم ابن النخاس، وعباس بن الخلف، وروى عنهم، وعن طائفة.
وكان عبدًا صالحًا، روى عنه: أبو عبد الله بن عبد الرحيم، وأبو عبد الله بن حفص، وأبو جعفر بن يحيى، توفي في نحو الأربعين.