إبراهيم بن عبد الله بن حسن، قال: إن إبراهيم أمس به رحما، وأوجب عليه حقا، فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب، وعن عرضه دفع، وما أساء من انتصر لابن عمه، قال: إنه كان عدوا له، قال: لم ينتصر للعداوة بل للرحم، فأسكت الرجل، فلما ذهب ليولي قال: لعلك أردت أمرا فجعلت هذا ذريعة، قال: نعم، فتبسم وأمر له بخمسة آلاف.
قال الأصمعي: دخل على المهدي رجل شريف، فأمر له بمال، فقال: يا أمير المؤمنين ما أنتهي إلى غاية شكرك إلا وجدت وراءها غاية من معروفك، فما عجز الناس عن بلوغه، فالله من ورائه، في كلام ذكره.
عبيد الله بن أحمد، عن أبيه قال: أخبرت عن الربيع، أن المنصور يوما فتح خزانة مما قبض من خزائن مروان بن محمد، قال: فأحصى فيها اثني عشر ألف عدل خز، فأخرج منها ثوبا فقال لي: اقطع لي جبة، ولمحمد جبة، فقلت: لا يجيء منه هذا، قال: اقطع لي جبة وقلنسوة، وبخل أن يخرج ثوبا آخر للمهدي، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي، أمر بتلك الخزانة بعينها، ففرقت على الموالي والخدم.
الزبير بن بكار في النسب: حدثني شيخ من أهل المدينة قال: لما جلس المهدي لأشراف قريش وأجازهم، كان فيمن صار إليه عبد الأعلى بن عبد الله بن محمد بن صفوان، فأجازه وكساه فقال: وصلك الله يا أمير المؤمنين، وجعلني فداك، فقد وصلت الرحم، ورددت الظلامة، وعندي بنت عم لي أحب الناس إلي، غدوت اليوم وأنا لها مغاضب، فإن رأيت أن تجعل للصلح بيننا موضعا فافعل، فأعطاه ألف دينار وخمسين ثوبا فقال: ترى هذا يصلح ما بينكما؟ قال: نعم، فقال: والله لو قلت لا، ما زلت أزيدك إلى الليل.
أبو زرعة الدمشقي: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو خليد قال: قال مالك: قال لي المهدي: يا أبا عبد الله لك دار؟ قلت: لا والله، فأمر لي بثلاثة آلاف دينار.