بالقراءات، وجمع الروايات، واهتمامٌ بطرقها وحملتها، وقد استجاز مني تأليفي هذا، يعني الصلة وكتبه عني، واستجزته أنا أيضًا، ولم ألقه، وكان متناهيًا في الفضل والدين، منقطعًا إلى الخير، وكان العباد وأهل الزهد يقصدونه ويألفونه، فيحمدون صحبته، سعي به إلى السلطان، فأمر بإشخاصه إلى حضرته بمراكش، فوصلها، وتوفي بها ليلة الجمعة الثالث والعشرين من صفر، واحتفل الناس لجنازته، وندم السلطان على ما كان منه في جانبه، وظهرت له كرامات.
قلت: ولد ابن العريف في سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة، وكان العباد يأتونه ويجتمعون لسماع كلامه في العرفان، وبعد صيته، فثار الحسد في نفوس فقهاء بلده، فرفعوا إلى السلطان أنه يروم الثورة والخروج كما فعل ابن تومرت، فأرسل ابن تاشفين إليه وقيده، وحمل إلى مراكش، فتوفي في الطريق عند مدينة سلا.
فأما شيوخه: خلف، وعمر، فأخذا عن أبي عمرو الداني، وقد لبس الخرقة من أبي بكر عبد الباقي بن بريال، وصحب ابن بريال أبا عمر الطلمنكي، وآخر من بقي من أصحاب ابن العريف الزاهد موسى بن مسدي.
٢٧٤ - آدم بن أحمد بن أسد، أبو سعد الأسديُّ الهرويُّ النَّحويُّ، نزيل بلخ.
أديب بارع لغوي كبير، أثنى عليه أبو شجاع عمر البسطامي. حجَّ سنة عشرين وخمسمائة، وجرى بينه وبين أبي منصور ابن الجواليقي منافرة؛ فقال لأبي منصور: أنت لا تحسن أن تنسب نفسك، فإنَّ الجواليقي نسبة إلى الجَمْع، وذلك لا يصح.
توفي في الخامس والعشرين من شوَّال ببلخ.
٢٧٥ - إبراهيم بن أحمد بن محمد، الإمام، العلامة، أبو إسحاق المروروذي، الشافعي.
تفقه على الإمام أبي المظفر السمعاني، وغيره، وصارت إليه الرحلة