قال سبط ابن الجوزي: كان صاحب كرامات وإشارات ورياضات، وكلام على الخواطر. أقعد زمانًا، وكان يحمل في محفة إلى الجمعة. وقدم أوانا واعظ فنال من الصحابة، فجاؤوا به في المحفة، فصاح على الواعظ، ثم قال: انزل يا كلب، وكان الواعظ من دعاة سنان رأس الإسماعيلية، ورجمته العامة، فهرب إلى الشام، وحدث سنانًا بما جرى عليه، فبعث له اثنين، فأقاما في رباطه أشهرا يتعبدان، ثم وثبا عليه فقتلاه، وقتلا صاحبه عبد الحميد، وهربا مذعورين، فدخلا البساتين، فرأيا فلاحًا يسقي ومعه مر، فأنكرهما وحط بالمر على الواحد فقتله، فحمل عليه الآخر فاتقاه بالمر، فقتل الآخر. ثم سقط في يده وندم، ورآهما بزي الفقراء. ووقع الصائح بأوانا حتى بطلت يومئذٍ الجمعة بها. وجاء الفلاح للضجة فسأل: من قتل الشيخ؟ فوصفوا له صفة الرجلين، فقال: تعالوا. فجاء معه فقراء فقالوا: هما واللهِ؟ وقالوا له أعلمت الغيب؟ قال: لا والله، بل أُلهمت إلهامًا فأحرقوهما. وقيل: إن الشيخ عبد الله الأرموي نزيل قاسيون حضر هذه الوقعة.
١٤٩ - المبارك بن أبي غالب أحمد بن وفاء بن منصور، الأزجي، أبو الفضل الدقاق، المعروف بابن الشيرجي.
ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وحدث عن أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب ابن البناء، وتوفي في شوال.
١٥٠ - المبارك بن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد ابن النقور، أبو الفرج البغدادي، المعدل.
من بيت الرواية، والمشيخة. ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة. وسمع بإفادة أبيه، وبنفسه من هبة اللَّه بن الحصين، وأحمد بن الحسن ابن البناء، وهبة اللَّه بن أحمد الحريري، وأبي بكر الأنصاري، وأبي منصور القزاز، وطائفة.