عبيد الله وسمع من: محمد بن غازي السبتي، وأبي الحسن بن خير وأخذ العربية عن أبي ذر الخشني، وأبي الحسن بن خروف وأجاز له: الإمام أبو زيد السهيلي وسمع بفاس من أبي عبد الله الفندلاوي وأخذ القراءات عن أبي زكريا الهوزني.
وشارك في عدة فنون مع الشرف والحشمة والمروءة الظاهرة، واقتنى من الكتب شيئا كثيرا، وحصل الأصول العتيقة، وروى الكثير وكان محدث تلك الناحية.
توفي في رمضان بمالقة.
وحكى لي ابن عمران السبتي عن سبب إخراج أبي الحسن الشاري من سبتة أن ابن خلاص، وكبراء أهل سبتة عزموا على تمليك سبتة ليحيى بن عبد الواحد صاحب إفريقية، فقال الشاري: يا قوم خير إفريقية بعيد عنا وشرها بعيد، والرأي مداراة ملك مراكش. فلم يهن على ابن خلاص - وكان مطاعا - فهيأ مركبا وأنزل فيه أبا الحسن وغربه عن سبتة إلى مالقة، وترك أهله وماله بسبتة، وله بها مدرسة مليحة كبيرة.
روى عنه: أبو جعفر بن الزبير وأثنى عليه، وسمع منه شيئا كثيرا.
٥٨٣ - علي بن هبة الله بن سلامة بن المسلم بن أحمد بن علي الإمام العلامة مسند الديار المصرية، بهاء الدين أبو الحسن اللخمي، المصري، الشافعي، الخطيب، المدرس، ابن بنت أبي الفوارس الجميزي.
ولد يوم عيد الأضحى سنة تسع وخمسين وخمسمائة بمصر، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين أو أقل، ورحل به أبوه فسمع بدمشق من أبي القاسم ابن عساكر الحافظ في سنة ثمان وستين صحيح البخاري بفوت قليل ورحل مع أبيه إلى بغداد فقرأ بها القراءات العشر على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي بكتابه الذي صنفه في القراءات، وسمع منه الكتاب أيضا، وهو آخر من قرأ القراءات في الدنيا على البطائحي، بل وآخر من روى عنه: بالسماع. وقرأ