ولا غزو إلى أن دخلت سنة ست وأربعين؛ لاشتغال المنصور في أثناء ذلك بخروج ابني عبد الله بن حسن عليه.
وفيها عزل المنصور عمه سليمان عن البصرة، وولي سفيان بن معاوية، واختفى عبد الله بن علي وآله خوفاً على أنفسهم، فبعث المنصور إلى سليمان وعيسى فعزم عليهما في إشخاص أخيهما عبد الله بن علي وأعطاهما له الأمان، وكتب إلى سفيان بن معاوية ليحثهما على ذلك، فأقدموا عبد الله على المنصور فسجنه، وسجن بعض أصحابه، وقتل بعضهم، وبعث بطائفة منهم إلى خراسان ليقتلهم خالد.
وحج بالناس العباس بن محمد أخو المنصور.
[سنة أربعين ومائة]
فيها توفي: أيوب أبو العلاء القصاب، وداود بن أبي هند في أولها، وأبو حازم سلمة بن دينار الأعرج، وسهيل بن أبي صالح في السنة بخلف، وسعد بن إسحاق بن كعب، وصالح بن كيسان فيها بخلف، وعروة بن رويم، وعمارة بن غزية الأنصاري، وعمرو بن قيس السكوني الحمصي بخلف.
وفيها توجه جبريل بن يحيى إلى المصيصة، فرابط فيها حتى بناها وأحكمها وسكنها الناس، وتوجه الأمير عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد العباسي ابن أخي المنصور، فأقام على ملطية سنة حتى بناها ورم شعثها وأسكنها الناس.
وفيها ثار جمع من جند خراسان على أميرها أبي داود خالد بن إبراهيم ليلاً وهو بمرو حتى وصلوا إلى داره، فأشرف عليهم على طرف آجرة خارجة وجعل ينادي أصحابه، فانكسرت به الآجرة، فوقع فانكسر ظهره فمات من الغد، فبعث المنصور على إمرة خراسان عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي، فقبض على جماعة من الأمراء اتهمهم بالدعوة إلى ولد فاطمة رضي الله عنها، منهم مجاشع بن حريث صاحب بخارى، وأبو المغيرة مولى بني تميم عامل قهستان والحريش بن محمد الذهلي ابن عم خالد بن إبراهيم