وقال يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: انصرف الزبير يوم الجمل عن علي، وهم في المصاف، فقال له ابنه عبد الله: جبنا جبنا، فقال: قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحلفت أن لا أقاتله، ثم قال:
ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسن في الدنيا وفي الدين وكيع، عن عصام بن قدامة - وهو ثقة - عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، يقتل حواليها قتلى كثيرون، وتنجو بعدما كادت.
وقيل: إن أول قتيل كان يومئذ مسلم الجهني، أمره علي فحمل مصحفا، فطاف به على القوم يدعوهم إلى كتاب الله، فقتل. وقطعت يومئذ سبعون يدا من بني ضبة بالسيوف، صار كلما أخذ رجل بخطام الجمل الذي لعائشة، قطعت يده، فيقوم آخر مكانه ويرتجز، إلى أن صرخ صارخ اعقروا الجمل، فعقره رجل مختلف في اسمه، وبقي الجمل والهودج الذي عليه، كأنه قنفذ من النبل، وكان الهودج ملبسا بالدروع، وداخله أم المؤمنين، وهي تشجع الذين حول الجمل: فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
ثم إنها - رضي الله عنها - ندمت وندم علي - رضي الله عنه - لأجل ما وقع.
[ذكر من توفي في هذه السنة]
[الأسود بن عوف الزهري]
له صحبة وهجرة قبل الفتح، وهو أخو عبد الرحمن بن عوف. قتل يوم الجمل. وقد ولي ابنه جابر المدينة لعبد الله بن الزبير.