للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مات في ثاني وعشرين ذي الحجة سنة أربع. وكان حسن السيرة، فيه خير ونهضة وكفاءة ودين. عهد بالملك إلى ولده عبد الله، فلما احتضر أشار عليه الشيخ أبو محمد المرجاني بأن يخلعه لصغر سنه، فقبل منه وخلعه، وقال: فلمن أولي؟ فأشار عليه بولد الواثق، وهو محمد بن يحيى بن محمد الملقب بأبي عصيدة الذي توفي سنة تسع وسبعمائة، فولاه الأمر من بعده (١).

٢٤٢ - علاء الدين التركي، الضرير.

شيخ، صالح، زاهد، له زاوية بالمزة، توفي في ربيع الأول. وخلفه في الزاوية عتيقه الشيخ بدر الدين لؤلؤ.

٢٤٣ - عيسى، الأمير شرف الدين ابن الجناحي.

ناب في الشد عن الأمير علم الدين الدواداري، وزار القدس فتوفي به في ذي الحجة، ولم يتكهل (٢).

٢٤٤ - فخر الدين، الخلخالي، الصوفي، الزاهد.

إمام عارف، كبير القدر، توفي بالسميساطية في ربيع الأول.

٢٤٥ - كيختو بن هولاكو بن تولي، المغلي، سلطان الشرق.

ملكوه بعد موت أرغون في ربيع الأول سنة تسعين وأقام بالروم مدة. كاتبته الأمراء، فسار وجلس على التخت، وأمر بقتل جماعة، واستناب على البلاد. واختلف الجيش عليه، ومالت فرقة إلى ابن أخيه بايدو، وملكوه واستولى على العراق وغيرها، فسار لحربه كيختو وعملوا مصافًا، فقتل كيختو. ويقال: بل قبض الأمراء على كيختو، وطلبوا بايدو، فأقبل وتملك. وقتل كيختو وله نحو من ثلاثين سنة. وذلك في سنة أربع وتسعين.

وكان بايدو من كبار دولة كيختو فبعثه إلى العراق ليوقع بالأعراب الحرامية، فما قدر عليهم، بل نهب السواد، وسبى الذرية، وأسر جنده الفلاحين، وعمل كل قبيح ورجع. فغضب عليه كيختو وحبسه ثلاثة أيام وأطلقه، فخرج مضمرًا للشر. وكان كيختو له ميل إلى المسلمين، ويحب


(١) ينظر تاريخ ابن الجزري ٢/ الورقة ١٨ (باريس).
(٢) ينظر تاريخ ابن الجزري ٢/ الورقة ١٧ (باريس).