قيل: لم يتكلم أحد في أصول التصوف قبله. وكان عالماً بشريعة الإسلام، وله كلام نافع.
ومن كلامه: قد ابتلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءات.
٥٩٤ - محمد بن موسى بن إسحاق، الفقيه أبو عبد الله السرخسي الحنفي.
ولاه القاهر بالله قضاء الديار المصرية فسار إليها وأقام بها. قدم في سنة اثنتين وعشرين، وعزل أبو عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد.
قال ابن زولاق: كان حافظاً لقول أبي حنيفة، عفيفاً عن الأموال ستيراً. وقف عن قبول جماعة، وعن كثير من الأحكام. حدثت أنه قال للشهود: كم هذا المجيء في كل يوم، أما لكم معايش؟ سبيلكم أن لا تجيئوا إلا لحاجةٍ أو شهادة. وكان يحب المذاكرة بالعلم؛ وكان ذا صلاح وورع. وحفظ عنه أنه قال: ما وصلت إلى مصر حتى علمت أني مصروف لأني لا أصلح للذي وليته. وكانت ولايته سبعة أشهر وأيام. ورجع إلى بغداد، وولي بعده محمد بن بدرالكناني.
٥٩٥ - محمد بن يعقوب بن الحجاج التيمي. أبو العباس البصري المعدل المقرئ.
قرأ على: محمد بن وهب الثقفي، وأبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس، وغيرهما. وحدث عن: أبي داود السجستاني. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن أشته، وعلي بن محمد بن خشنام المالكي، وأبو أحمد السامري، وآخرون. وانفرد بالإمامة في بلده. وكان بصيراً بقراءة يعقوب، عدلاً حجةً مشهوراً.
٥٩٦ - محمود بن محمد، أبو العباس الرافقي.
كان يسكن مدينة بغراص من الثغر. سمع: أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني، وعبد الله بن الهيثم العبدي.