للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو جعفر بن علي بن السَّري، أبو الفضل الأديب، وسوس في آخر عمره، وجُنَّ (١).

١٢٣ - الجماز اسمه محمد بن عمرو الشاعر النديم.

من أهل البصرة، عمر دهرا، وكان يقول: أنا أسن من أبي نواس.

طلبه المتوكل، فلما حضر قال: إني أريد أن استبرئك. فقال: بحيضة يا أمير المؤمنين أم بحيضتين؟ ثم عبث به ابن خاقان، فقال: إن أمير المؤمنين قد عزم على أن يوليك جزيرة القرودقال: أفعليك سمع وطاعة؟

ومر مع رفيق له المغرب، فرآهما إمام فشرع يقيم الصلاة، فقال: اصبر، أما نهى رسول الله عن تلقي الجلب.

وحضر عند أمير سماطا، فجعل يحول إليه زبادي فارغة وناقصة فقال: أيها الأمير نحن اليوم عصبة ربما فضل لنا شيء، وربما حواه أهل السهام (٢).

١٢٤ - الحارث بن أسد المحاسبي، أبو عبد الله البغدادي الصوفي الزاهد، العارف، صاحب المصنفات في أحوال القوم.

روى عن يزيد بن هارون، وغيره. وعنه أبو العباس بن مسروق، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، والجنيد، وإسماعيل بن إسحاق السراج، وأبو علي ابن خيران الفقيه واسمه حسين.

قال الخطيب (٣): وله كتب كثيرة في الزهد، وأصول الديانة، والرد على المعتزلة والرافضة.

قال الجنيد: مات والد الحارث المحاسبي يوم مات، وإن الحارث لمحتاج إلى دانق، وخلف مالا كثيرا، فما أخذ منه الحارث حبة، وقال: أهل ملتين لا يتوارثان. وكان أبوه واقفيا، يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق.

وقال أبو الحسن بن مقسم: سمعت أبا علي بن خيران الفقيه يقول: رأيت الحارث بن أسد بباب الطاق متعلقا بأبيه، والناس قد اجتمعوا عليه يقول


(١) من تاريخ الخطيب ٨/ ٤٤ - ٤٥.
(٢) اقتبسه المصنف من تاريخ الخطيب ٤/ ٢١١ - ٢١٢.
(٣) تاريخه ٩/ ١٠٥، وقد نقل عنه المصنف كثيرًا.