للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع من: أبيه بعض ما عنده، ومن محمد بن أحمد بن منظور الإشبيلي، وصحب أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وانتفع بصحبته، وأجاز له أبو العباس العذري، وبرع في الفقه وأفتى، وشوور في الأحكام.

وهو من بيت علم وصيانة، وكان بصيرًا بالأحكام، دربًا بالفتوى، رأسًا في معرفة الشروط وعللها، أخذ الناس عنه، روى عنه: أبو القاسم بن بشكوال وأبو بكر بن خير، وأبو القاسم ابن الشراط، وآخرون.

وقال ابن بشكوال: سألته عن مولده، فقال: في شعبان سنة ستٍ وأربعين وأربعمائة، قال: وتوفي في يوم الخميس سلخ ذي الحجة، وصلى عليه ابنه أبو الحسن.

٦٦ - أحمد بن محمد بن أحمد، أبو بكر بن أبي الفتح الدينوري، ثم البغدادي، الفقيه الحنبلي.

سمع من: رزق الله التميمي، وجماعة، وتفقه على: أبي الخطاب، وبرع في المناظرة.

وكان الإمام أسعد الميهني يقول: ما اعترض أبو بكر الدينوري على دليل أحد إلا ثلمه.

قال ابن الجوزي: قال لي شيخنا أبو بكر الدينوري: كنت أتفقه على الإمام أبي الخطاب، وكنت في بدايتي أجلس في آخر الحلقة والناس فيها على مراتبهم، فجرى بيني وبين رجلٍ كان يجلس قريبًا من الشيخ كلام، فلما كان في اليوم الآتي جلست على عادتي، فجاء ذلك الرجل، فجلس إلى جانبي، فقال له الشيخ: لم تركت مكانك؟ فقال: أترك مثل هذا فاجلس معه، يزري علي، فوالله ما مضى إلا قليلٌ حتى تقدمت في الفقه، فصرت أجلس إلى جانب الشيخ، وبيني وبين ذلك الرجل رجال.

توفي أبو بكر، رحمه الله، في جمادى الأولى، وكان من أئمة المذهب، لكنه كان لحانًا لا يعرف النحو، روى عنه: أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن حمدية العكبري، وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>