إسحاق، وفتروا عن حضور درسه، وراسلوه أنّه إن لم يدرس بها لزموا ابن الصّبّاغ وتركوه، فأجاب إلى ذلك، وصرف ابن الصّبّاغ.
قال شجاع الذُّهليّ: توفّي أبو نصر ابن الصَّبَّاغ في يوم الثّلاثاء ثالث عشر جمادى الأولى، ودفن من الغد في داره بدرب السَّلوليّ.
قال ابن السّمعانيّ: ثمّ نقل إلى مقابر باب حرب، وقد درّس بعد أبي إسحاق سنةً، ثمّ عزل أيضا وعمي.
٢١١ - عبد الوهّاب بن عليّ بن عبد الوهّاب البغداديّ السُّكّريّ البزّاز المعروف بابن اللَّوح.
سمع من هلال الحفّار. وعنه إسماعيل ابن السمرقندي.
وتوفّي في رمضان وله ست وسبعون سنة، وسمع من أبي أحمد الفرضيّ أيضا.
٢١٢ - عليّ بن أحمد بن عبد العزيز بن طنيز، أبو الحسن الأنصاريّ الميورقيّ الأندلسيّ.
حكى عن أبي عمر بن عبد البرّ، وغيره. وسمع بدمشق من عبد العزيز الكتّانيّ، وابن طلاّب.
وكان من علماء اللّغة والنَّحو، ديّنًا، فاضلًا، فقيهًا، عارفًا بمذهب مالك. كتب بصور عامَّة تصانيف أبي بكر الخطيب وحصّلها.
وحدَّث بالقدس، والبحرين، وبغداد، حكى عنه شيخاه الخطيب، والكتّانيّ، وعمر الرُّواسيّ، وأثنى عليه الحافظ ابن ناصر، وقال: انحدر إلى البصرة وتوفّي بها، وقال: سمعت أبا غالب محمد بن الحسن الماورديّ يقول: قدم علينا أبو الحسن سنة تسعٍ وستيّن، فسمع السَّنن من أبي عليّ التُّستريّ، وأقام عنده نحوًا من سنتين، ثمّ ذهب بعد ذلك إلى عمان، والتقيت به بمكّة في سنة ثلاثٍ وسبعين. وأخبرني أنّه ركب البحر إلى بلاد الزَّنج، وكان معه من العلوم أشياء، فما نفق عندهم إلاّ النَّحو، وقال: لو أردت أن أكسب منهم آلافًا لأمكن ذلك، وقد حصل لي نحوٌ من ألف دينار، وأسفوا على خروجي من عندهم.
ثمّ إنّه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها، فلمّا وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل، فمات بعد رجوعه من الحجّ.