لم تصبه دمعتي، وهذا من بركة أحمد بن فضالة شيخ عبد الله الجوي.
سمعت الشيخ الصالح صافي بن عبد الله الصوفي ببغداد يقول: حضرت مجلس شيخنا يوسف بن أيوب في المدرسة النظامية، وكان قد اجتمع العالم، فقام فقيه يعرف بابن السقاء وآذاه، وسأله عن مسألة، فقال: اجلس، فإني أجد من كلامك رائحة الكفر، ولعلك تموت على غير الإسلام، قال صافي: فاتفق بعد مدة قدم رسولٌ نصراني من الروم، فمضى إليه ابن السقاء، وسأله أن يستصحبه، وقال له: يقع لي أن أدخل في دينكم فقبله الرسول، وخرج معه إلى القسطنطينية، والتحق بملكها وتنصر.
وسمعت من أثق به أن ابني الإمام أبي بكر الشاشي قاما في مجلس وعظه، وقالا له: إن كنت تنتحل معتقد الأشعري وإلا فانزل ولا تعظ هاهنا، فقال يوسف: اقعدا، لا أمتعكما الله بشبابكما، فسمعت جماعة أنهما ماتا ولم يتكهلا.
سمعت السيد إسماعيل بن أبي القاسم بن عوض العلوي يقول: سمعت الإمام يوسف بن أيوب يقول للفصيح الولوالجي، وكان من أصحابه قديمًا، ثم خرج عليه، ووقع فيه، ورماه بأشياء: هذا الرجل يقتل، وسترون ذلك، وكان كما جرى على لسانه، قتل قريبًا من سرخس بعد وفاة يوسف.
وقال أبو المظفر السمعاني: ما قدم علينا من العراق مثل يوسف الهمذاني، وقد تكلم معه بمرو في مسألة البيع الفاسد، فجرى بينهما سبعة عشر نوبة، يعني بالنوبة المجلس في هذه المسألة.
قال أبو سعد السمعاني: سمعت الإمام يوسف رحمه الله يقول: خلوت نوبًا عدة، كل مرة أكثر من خمس سنين أو أقل، وما كان يخرج حب المناظرة والاشتغال بالخلاف والمذاكرة من قلبي، إلى أن وصلت إلى الشيخ الحسن السمناني فلما رأيته خرج جميع ذلك من قلبي وصرت إلى ما كنت أشتهي، فإن المناظرة كانت تقطع علي الطريق.
سمعت أبا نصر عبد الواحد بن محمد الكرجي الزاهد يقول: سألت الشيخ أبا الحسين المقدسي: هل رأيت أحدًا من أولياء الله؟ قال: رأيت في سياحتي عجميًا بمرو يعظ، ويدعو الخلق إلى الله، يقال له: يوسف، قال أبو