وفيها دخل مفلح طبرستان، فهزم الحسن بن زيد العلوي، فلحق بالديلم، ودخل مفلح آمل، فهدم دور الحسن بن زيد، وساق في طلبه.
وفيها كان بين يعقوب بن الليث وطوق بن المغلس وقعة كبيرة بظاهر كرمان، فانتصر يعقوب وأسر طوق، وكان يعقوب قد خرج عن الطاعة وجبى الخراج لنفسه.
وفيها خرج عن الطاعة علي بن الحسين بن قريش، وكتب إلى المعتز بالله يسأله أن يوليه خراسان، ويقول: إن آل طاهر قد ضعفوا عن مقاومة يعقوب بن الليث، فكتب المعتز إليه بعهده إلى خراسان وأمره عليها، وكتب بمثل ذلك إلى يعقوب بن الليث، وأراد أن يغري بينهما ليشغل كلا منهما بصاحبه، وتسقط عنه مؤونة الهالك منهما، فسار يعقوب يريد كرمان، وبعث ابن قريش المذكور طوق بن المغلس، فسبق يعقوب إلى كرمان فدخلها، ونزل يعقوب على مرحلة منها، فأقام نحواً من شهرين، فلما طال عليه أظهر الرحيل إلى سجستان، وسار مرحلة، فوضع طوق عنه السلاح، وأحضر الملاهي والشراب، وجاءت الأخبار إلى يعقوب، فأسرع الرجعة وأحاط بطوق، فأسره واستولى على كرمان وعلى سجستان، ثم سار إلى فارس فتملك شيراز، وحارب ابن قريش وظفر به وأسره، وبعث إلى المعتز بالله بتقادم وتحف سنية، واستفحل أمره.
وفيها أخذ صالح بن وصيف أحمد بن إسرائيل، والحسن بن مخلد، وأبا نوح عيسى بن إبراهيم، فقيدهم، وهم خاصة المعتز وكتابه.
وقد كان ابن وصيف قال: يا أمير المؤمنين ليس للجند عطاء، وليس في بيت المال مال، وقد استولى هؤلاء على أموال الدنيا، فقال له أحمد بن إسرائيل: يا عاصي يا ابن العاصي، وتراجعا الكلام والخصام، حتى احتد ابن وصيف، وغشي عليه وأصحابه بالباب، فبلغهم فصاحوا وسلوا سيوفهم وهجموا، فقام المعتز ودخل إلى عند نسائه فأخذ ابن وصيف أحمد والجماعة، قال: فقال له المعتز: هب لي أحمد، فإنه رباني، فلم يفعل، وضربهم بداره حتى تكسرت أسنان أحمد، وأخذ خطوطهم بمال جليل وقيدهم.
وفيها ظهر عيسى بن جعفر، وعلي بن زيد العلويان الحسنيان، فقتلا عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي الأمير.