السنن وبعض تاريخ الحاكم أو أكثره، من أبي بكر البيهقي، وسمع: أباه، وأبا يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، وأبا سعد الكنجروذي المذكور، وأبا عثمان سعيد بن أبي عمرو البحيري، وسعيد بن أبي سعيد العيار، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبا القاسم عبد الكريم القشيري، وسعيد بن منصور القشيري، وأبا سعد أحمد بن إبراهيم بن أبي شمس، وأحمد بن منصور المغربي، وأبا بكر محمد بن الحسن المقرئ، ومحمد بن علي الخشاب، وأبا الوليد الحسن بن محمد البلخي، وخلقًا سواهم في مشيخته التي وقعت لنا بالإجازة العالية، وأجاز له: أبو حفص بن مسرور الزاهد، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسين عبد الغافر الفارسي.
وحدث بنيسابور، وبغداد، وهراة، وهمذان، وأصبهان، والري، والحجاز، واستملى بعد أبيه على شيوخ نيسابور كأبي بكر بن خلف الشيرازي فمن بعده.
وكان شيخًا متيقظًا، له فهمٌ ومعرفة، فإنه خرج لنفسه عوالي مالك وعوالي سفيان بن عيينة، والألف حديث السباعيات، وجمع عوالي ما وقع له من حديث ابن خزيمة في نيفٍ وثلاثين جزءًا، وعوالي ما وقع له من حديث السراج، نحوًا من ذلك، وعوالي عبد الله بن هاشم، وعوالي عبد الرحمن بن بشر، وتحفة العيدين، ومشيخته، وأملى بنيسابور قريبًا من ألف مجلس، وصار له أنس بالحديث، وكان ذا نهمة في تسميع حديثه، رحل في بذله كما يرحل غيره في طلب الحديث، وكان لا يضجر من القراءة.
قال ابن السمعاني: كان مكثرًا متيقظًا، ورد علينا مرو قصدًا للرواية بها، وخرج معي إلى أصبهان، لا له شغل إلا الرواية بها، وازدحم عليه الخلق، وكان يعرف الأجزاء، وجمع، ونسخ، وعمر، قرأت عليه تاريخ نيسابور في أيامٍ قلائل، فكنت أقرأ من قبل طلوع الشمس إلى الظهر، ثم أصلي وأقرأ إلى العصر، ثم إلى المغرب، وربما ما كان يقوم من موضعه، وكان يكرم الغرباء ويعيرهم الأجزاء، ولكنه كان يخل بالصلوات إخلالًا ظاهرًا وقت خروجه معي إلى أصبهان، فقال لي أخوه وجيه: يا فلان، اجتهد حتى تقعد هذا الشيخ ولا يسافر ويفتضح بترك الصلاة، وظهر الأمر كما قال أخوه، وعرف أهل أصبهان ذلك وشنعوا عليه، حتى ترك أبو العلاء أحمد بن محمد الحافظ الرواية عنه،