للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زمان الحضان انفقست السنجتان عن طست وإبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الجهني لما قصد أبو الفرج من الطنز به، وانقبض عن كثير من حكاياته.

ومن نظم أبي الفرج وكتب به إلى صديق وأجاد:

أبا محمد المحمود بأحسن الإ حسان والجود يا بحر الندى الطامي حاشاك من عود عواد إليك ومن دواء داء ومن إلمام آلام

١٩٢ - علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد، الأمير سيف الدولة أبو الحسن التغلبي الجزري صاحب حلب وغيرها وأخو ناصر الدولة الحسن.

كان مقصد الوفود، ومطلع الجود، وكعبة الآمال، ومحط الرحال، وكان أديباً شاعراً. ويقال: إنه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وكان يقول: عطاء الشعراء من فرائض الأمراء، وكان كل من عبد الله بن الفياض الكاتب، وأبي الحسن على بن محمد الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت.

ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيد، وكان قبلها قد استولى على واسط ونواحيها، وتقلبت به الأحوال، وملك دمشق أيضاً، وكثيراً من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنّه توجه من حلب إلى حمص فلقيه جيش الإخشيذ وعليهم كافور الإخشيذي المتوفى أيضاً في هذه السنة، فكان الظفر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع. وكان الإخشيذ قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قنسرين، فلما يظفر أحدهما بالآخر، وتقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، ورد الإخشيذ إلى دمشق، ثم رد سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيذ بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها. فذكروا أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>