وعبد الغني بن بنين، وخلق كثير. وأجاز لأحمد بن أبي الخير.
وقد قرأت بخط أحمد ابن الجوهري الحافظ أنه قرأ بخط حسن بن عبد الباقي الصقلي أنه سأل أبا القاسم البوصيري الإجازة لجميع المسلمين ممن أدرك حياته، فتلفظ بالإجازة.
قلت: وتوفي في ثاني ليلة من صفر.
وقال الضياء المقدسي: كان شيخنا البوصيري ثقيل السمع، فكنتُ إذا قرأت عليه أرفع صوتي، وكان يسمع بأذنه اليسرى أجود. وكان شرس الأخلاق. وشاهدته يومًا وشيخنا الحافظ عبد الغني يقرأ عليه من البخاري فجاء في الحديث: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد. . . الحديث.
فقال أبو القاسم: ليس فيه: ويحيى ويميت. فعلمت أنه يسمع ولله الحمد.
٤٩٠ - يحيى بن عبد الرحمن بن عيسى بن عبد الرحمن، أبو العباس القرطبي، المعروف بابن الحاج المجريطي.
ذكره الأبار، فقال: أخذ القراءات عن أبيه، وعن أبي زيد الخزرجي. وسمع من أبي مروان بن مسرة، وأبي جعفر البطروجي، وأبي بكر ابن العربي. وأخذ العربية عن أبي بكر بن سمجون. وأجاز له الشيخ أبو عبد الله بن معمر، وغيره. وولي قضاء جيان، ومرسية وغرناطة. ثم قدم بعد أبي الوليد بن رشد لقضاء قرطبة. وكان معدودًا في رجالها، وذوي النباهة مع الجزالة والعدالة والإيثار للحق والصدع به. أقرأ القرآن وأسمع الحديث. وروى عنه جماعة من شيوخنا. وتوفي في جمادى الآخرة. وكان مولده في سنة تسع عشرة وخمس مائة.
وفيها ولد:
البدر أحمد بن شيبان بن تغلب في آخر ربيع الآخر، وشمس الدين محمد بن داود بن إلياس التغلبي، وعماد الدين داود بن يحيى القرشي والد القفجاري، والشهاب عبد الرحيم بن يوسف ابن خطيب المزة، في ذي القعدة، والشيخ عبد البصير بن علي المريوطي، والرشيد عمر بن إسماعيل الفارقي، وإلياس بن علوان الملقن.