وقلبي على جمر الوداع مودع وإنسان عيني بالمدامع تغرق
٢٤٩ - عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان، أبو مروان الإشبيلي.
شيخ الأطباء، له مصنفات في الطب. أخذ عن والده، وتقدم في الطب، ورأس، وشاع ذكره، ولحق بأبيه أبي العلاء زهر في الصناعة، وأقبل الأطباء على حفظ مصنفاته.
وكان واصلًا عند عبد المؤمن، عالي القدر، صنف له الترياق السبعيني ونال من جهته دنيا عريضة. ومن أجل تلامذته أبو الحسين بن أسدون المصدوم، وأبو بكر ابن الفقيه ابن قاضي إشبيلية، والزاهد أبو عمران ابن أبي عمران، ومات بإشبيلية.
٢٥٠ - عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى، الزاهد الشامي، ثم الهكاري سكنًا.
وذكره الحافظ عبد القادر فسماه عدي بن صخر الشامي، وقال: ساح سنين كثيرة، وصحب المشايخ، وجاهد أنواعًا من المجاهدات. ثم إنه سكن بعض جبال الموصل في موضع ليس به أنيس، ثم آنس الله تلك المواضع به، وعمرها ببركاته حتى صار لا يخاف أحد بها بعد قطع السبيل، وارتدع جماعة من مفسدي الأكراد ببركاته، وعمره الله حتى انتفع به خلق، وانتشر ذكره. وكان معلمًا للخير ناصحًا، متشرعًا، شديدًا في أمر الله، لا تأخذه في الله لومة لائم. عاش قريبًا من ثمانين سنة ما بلغنا أنه باع شيئًا قط، ولا اشترى، ولا تلبس بشيء من أمر الدنيا؛ كانت له غليلة يزرعها بالقدوم في الجبل ويحصدها، ويتقوت منها. وكان يزرع القطن ويكتسي منه. ولا يأكل من مال أحد شيئًا، ولا يدخل منزل أحد. وكان يجيء إلى الموصل فلا يدخلها. وكانت له أوقات لا يرى فيها محافظة على أوراده. وقد طفت معه أيامًا في سواد الموصل، فكان يصلي معنا العشاء، ثم لا نراه إلا الصبح. ورأيته إذا أقبل إلى القرية يتلقاه أهلها من قبل أن يسمعوا كلامه تائبين، رجالهم