وقد قال ابن النجار في تاريخه: وجدت فهرست مصنفات الخطيب وهي نيف وستون مصنفاً، فنقلت أسماء الكتب التي ظهرت منها، وأسقطت ما لم يوجد، فإن كتبه احترقت بعد موته، وسلم أكثرها. ثم سرد ابن النجار أسماءها، وقد ذكرنا أكثرها آنفاً، ومما لم نذكره: كتاب معجم الرواة عن شعبة ثمانية أجزاء، كتاب المؤتلف والمختلف أربعة وعشرون جزءاً، حديث محمد بن سوقة أربعة أجزاء، المسلسلات ثلاثة أجزاء، الرباعيات ثلاثة أجزاء، طرق قبض العلم ثلاثة أجزاء، غسل الجمعة ثلاثة أجزاء، الإجازة للمجهول جزء.
وفيها يقول الحافظ السلفي:
تصانيف ابن ثابت الخطيب ألذ من الصبا الغض الرطيب يراها إذ رواها من حواها رياضاً للفتى اليقظ اللبيب ويأخذ حسن ما قد صاغ منها بقلب الحافظ الفطن الأريب فأية راحة ونعيم عيش يوازي كتبها بل أي طيب؟ أنشدناها أبو الحسين اليونيني، عن أبي الفضل الهمذاني، عن السلفي. وقد رواها أبو سعد ابن السمعاني في تاريخه، عن يحيى بن سعدون القرطبي، عن السلفي، فكأني سمعتها منه.
وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني في تاريخه: وفيها توفي أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المحدث. ومات هذا العلم بوفاته. وقد كان رئيس الرؤساء، تقدم إلى الخطباء والوعاظ أن لا يرووا حديثاً حتى يعرضوه عليه، فما صححه أوردوه، وما رده لم يذكروه. وأظهر بعض اليهود كتاباً ادعى أنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة الصحابة، وذكروا أن خط علي رضي الله عنه فيه، وحمل الكتاب إلى رئيس الرؤساء فعرضه على الخطيب فتأمله ثم قال: هذا مزور. قيل له: ومن أين قلت ذلك؟ قال: فيه شهادة معاوية وهو أسلم عام الفتح، وفتحت خيبر سنة سبع، وفيها شهادة سعد بن معاذ، ومات يوم بني قريظة قبل فتح خيبر بسنتين، فاستحسن ذلك منه، ولم يجرهم على ما في الكتاب.