من جهة القرافة، فأطفؤوا المشعل وخرجوا به، فكان آخر العهد به، فقيل: إنه خنق كما أمر هو بخنق الملك الجواد.
قال: وكان ملكا شهما، يقظا، محسنا إلى جنده، كثير التجمل، وكان أبوه العادل كثير المحبة لأمه، وكانت من أحظى حظاياه عنده، ولها مدرسة وتربة بدمشق.
٥٠٩ - أمين الدولة الصاحب أبو الحسن الطبيب السامري ثم المسلماني، وزير الملك الصالح عماد الدين إسماعيل.
قال أبو المظفر الجوزي: ما كان مسلما ولا سامريا، بل كان يتستر بالإسلام ويبالغ في هدم الدين. فقد بلغني أن الشيخ إسماعيل الكوراني قال له يوما: لو بقيت على دينك كان أصلح لأنك تتمسك بدين في الجملة. أما الآن فأنت مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء!.
قال: وآخر أمره شنق بمصر، وظهر له من الأموال والجواهر ما لا يوصف. فبلغني أن قيمة ما ظهر له ثلاثة ألف ألف دينار، ووجد له عشرة آلاف مجلد من الكتب النفيسة.
قلت: وإليه تنسب المدرسة الأمينية ببعلبك.
حبس بقلعة مصر مدة، فلما جاء الخبر الذي لم يتم بأخذ الملك الناصر صاحب الشام الديار المصرية كان السامري في الجب هو وناصر الدين ابن يغمور أستاذ دار الصالح إسماعيل، وسيف الدين القيمري والخوارزمي، صهر الملك الناصر، فخرجوا من الجب وعصوا في القلعة، ولم يوافقهم القيمري، بل جاء وقعد على باب الدار التي فيها حرم عز الدين أيبك التركماني وحماها، وأما أولئك فصاحوا بشعار الملك الناصر، ثم كانت الكرة للترك الصالحية، فجاؤوا وفتحوا القلعة وشنقوا أمين الدولة وابن يغمور والخوارزمي وقد ذكرنا في ترجمة القاضي الجيلي بعض أخبار أمين الدولة.
وهو أبو الحسن بن غزال بن أبي سعيد، ولما أسلم لقب بكمال الدين وكان المهذب السامري وزير الأمجد عمه.