له شيء يسير من جذام، فأمره السلطان أن يقيم في داره ويتداوى، فلزم بيته ومات مغبونا؛ وعاده السلطان غير مرة، فعاتبه الأتابك بلطف ومت بخدمته وبكى وأبكى السلطان، ثم إنه مات في جمادى الأولى بالقاهرة، وقد نيف على السبعين.
٤٦ - إسحاق بن خليل بن غازي، الشيخ عفيف الدين الحموي.
قال قطب الدين: كان فاضلا في الفقه والقراءات والنحو، درس بحماة وخطب بقلعتها. وكان له حلقة إشغال، ومات في ذي الحجة عن خمس وثمانين سنة.
٤٧ - إسرائيل بن محمد بن ماضي بن إبراهيم، الأجل، بدر الدين، ابن العدل رضي الدين الأنصاري، الدمشقي، خال المولى شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري.
قال شمس الدين: توفي في شوال. وكان سمحا، كريما، منقطعا عن الناس، يعيش من ملكه، ويركب البغلة، دفن بتربتهم بقاسيون، وقد جاوز السبعين.
٤٨ - أسعد بن المظفر بن أسعد بن حمزة بن أسد بن علي، الصاحب الرئيس، مؤيد الدين، أبو المعالي التميمي، الدمشقي، ابن القلانسي. والد الصاحب عز الدين حمزة.
ولد سنة ثمان وتسعين ظنا، وسمع حضورا من حنبل المكبر، وسمع من عمر بن طبرزد وأبي اليمن الكندي، وحدث بدمشق ومصر. روى عنه ابن الخباز وابن العطار وجماعة في الأحياء.
وكان صدرا جليلا، معظما وافر الحرمة، كثير الأملاك، تام الخبرة، ذا عقل ورأي وحزم. وكان أهلا للوزارة ولكنه لم يدخل في هذه الأشياء عقلا وحشمة. ولما توفي ابن سويد ألزم بمباشرة خاص الملك الظاهر، فباشره متكلفا بلا معلوم. وبيته مشهور بالتقدم والجلالة.