فمنا حصين والبطين وقعنب ومنا أمير المؤمنين شبيب فقال: يا أمير المؤمنين، إنما قلت: ومنا أمير المؤمنين، ونصبه على النداء، فاستحسن قوله وأطلقه.
وجهيزة هي التي يضرب بها المثل في الحمق؛ لأنها لما حملت قالت: في بطني شيء ينقز، فقيل: أحمق من جهيزة.
ويروى عنها ما يدل على عدم الحمق، فإن عمر بن شبة، قال: حدثني خلاد بن يزيد الأرقط قال: كان شبيب ينعى لأمه، فيقال لها: قتل، فلا تقبل، فلما قيل لها: إنه غرق، قبلت، وقالت: إني رأيت حين ولدته أنه خرج مني شهاب نار، فعلمت أنه لا يطفئه إلا الماء.
٤٩ – ن: شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر القاضي، أبو أمية الكندي الكوفي، قاضيها.
ويقال: شريح بن شراحيل، ويقال: ابن شرحبيل، ويقال: إنه من أولاد الفرس الذي كانوا باليمن.
وقد أدرك الجاهلية، ووفد من اليمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وولي قضاء الكوفة لعمر. وروى عنه، وعن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر.
روى عنه: الشعبي، وإبراهيم النخعي، ومحمد بن سيرين، وقيس بن أبي حازم، ومرة الطيب، وتميم بن سلمة.
وهو مع فضله وجلالته قليل الحديث، وثقه يحيى بن معين.
وعن ابن سيرين قال: سئل شريح: ممن أنت؟ قال: ممن أنعم الله عليه بالإسلام، وعدادي في كندة.
وقال: كان شريح شاعرا، راجزا، قائفا، وكان كوسجا.
وقال الشعبي: كان شريح أعلمهم بالقضاء، وكان عبيدة يوازيه في علم القضاء، وأما علقمة فانتهى إلى قول عبد الله لم يجاوزه، وأما مسروق فأخذ من كل، وأما الربيع بن خثيم، فأقل القوم علما وأشدهم ورعا.
وقال أبو وائل: كان شريح يقل غشيان عبد الله للاستغناء.
وقال زكريا بن أبي زائدة: حدثنا عاصم، عن عامر الشعبي أن عمر