روى عنه: زكيَّ الدّين البِرْزاليّ مع تقدُّمه، وشَرَف الدّين الدّمياطيّ، وعبد الله بن عبد الرحمن المَقْدِسيّ، وشمس الدّين محمد ابن التّاج، وابن عمّه محمد بن عبد الله، والجمال عبد الرحمن بن أحمد بن شُكْر، والعماد محمد ابن البالسيّ، والعزّ إبراهيم ابن الملك الحافظ، وطائفة سواهم. وكان فاضلا، حافظاً للقرآن، فصيح العبارة.
وأَوَانا من قُرى بغداد.
توفّي في منتصف جمادى الأولى، وقد نيّف على الثّمانين.
٥٥ - أقْطاي بن عبد الله الجَمْدار، الصّالحيّ، النّجميّ، الأمير الكبير، فارس الدّين التُّركيّ، من كبار مماليك الملك الصالح.
كان شجاعاً، جواداً كريماً، نهّاباً، وهّاباً.
ذكر المولى شمسُ الدّين الجَزَريّ في تاريخه أنّه كان مملوكاً للزّكيّ إبراهيم الجَزَريّ المعروف بالجُبَيْليّ، اشتراه بدمشق وربّاه، ثمّ باعه بألف دينار، فلمّا صار أميراً وأقطعوه الإسكندريّة طلب من الملك النّاصر إطلاق أستاذه المذكور، وكان محبوساً بحمص، فأطلقه وأرسله إليه، فبالغ في إكرامه، وخلع عليه، وبعثه إلى الإسكندريّة، وأعطاه ألفَي دينار.
قلت: وكان طائشاً، عاملاً على السَّلْطنة، وانضاف إليه البحريّة كالرّشيديّ ورُكن الدّين بيْبرس البُنْدُقْداريّ الذي صار سلطاناً. وجرت له أمورٌ ذكرنا منها في الحوادث. وسار مرّتين إلى الصّعيد فَظَلم وعَسَف وقتل وتجبّر، وكان يركب في دَسْتٍ يضاهي دسْت السَّلطنة ولا يلتفت على الملك المعزّ أيْبك ولا يعدّه، بل يدخل إلى الخزائن ويأخذ ما أراد. ثمّ إنّه تزوَّج بابنة صاحب حماة، وبُعثت العروس في تجمُّل زائد، فطلب الفارس أقْطايا القلعة من الملك المعزّ ليسكن فيها وصمّم على ذلك، فقالت أمُّ خليل شَجَر الدُّرّ لزوجها المُعزّ: هذا ما يجيء منه خير. فتعاملا على قتله.
قال شمس الدّين الجَزَريّ: فحدّثني عزُّ الدّين أيْبك أحد مماليك