وقال آخر: كان المفيد من أحرص الناس على التعليم. وإن كان ليدور على المكاتب وحوانيت الحاكة، فيلمح الصبي الفطن، فيذهب إلى أبيه وأمه حتى يستأجره، ثم يعلمه. وبذلك كثر تلامذته.
وقال غيره: كان الشيخ المفيد ذا منزلة عظيمة من السلطان، ربما زاره عضد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول له: اشفع تشفع، وكان يقوم لتلامذته بكل ما يحتاجون إليه.
وكان الشيخ المفيد ربعةً نحيفا، أسمر، وما استغلق عليه جوابُ معاند إلا فزع إلى الصلاة، ثم يسأل الله فييسر له الجواب. عاش ستا وسبعين سنة، وصنف أكثر من مائتي مصنف، وشيعه ثمانون ألفا، وكانت جنازته مشهودة.
١١٣ - محمد بن الفضل، أبو بكر المفسر.
توفي ببلخ.
١١٤ - محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن رزين، أبو عبد الله الباشاني الهروي.
توفي في شوال.
١١٥ - محمد بن منصور بن علي، أبو طاهر البغدادي، الشاعر الأديب المعروف بالقطان المقرئ.
صاحب رسالة التبيين في أصول الدين. رواها عنه أبو الحسين ابن المهتدي بالله، ووالد أبي الحسين ابن الطيوري. وروى عنه من شعره أبو الفضل محمد بن المهدي في مشيخته، وذكر أنه مات في هذا العام.
١١٦ - محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق، أبو سهل العُكبري.
فارسي الأصل، سكن بغداد، وحدث عن أحمد بن عثمان الأدمي، وأبي سهل بن زياد، وأبي بكر النقاش.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وذكره لي أحمد بن علي البادا، فقال: أدام الصيام ثلاثين سنة، وليس هو في الحديث بذاك، لأنه روى كتاب القناعة